شفق نيوز/ سبع سنوات عجاف عاشتها آخر ناجية إيزيدية من قبضة داعش، كانت قد اختطفت وهي لم تكمل الثالثة عشر من عمرها. تبدو سيبان خليل إسماعيل، وهي في سن الحادية والعشرين، أكثر نضجاً لتروي تفاصيل قصة سبي عاشتها وعائلتها مع جمع من النساء على أيدي عناصر تنظيم داعش، عندما دخلوا قريتها كوجو في قضاء سنجار غرب مدينة الموصل.
في لحظاتٍ ما كانتْ يوماً في الحسبان، "صراخ وعويل" في أماكن مختلفة بين الأزقة والشوارع، رجال قضوا نحبهم ونساء وأطفال ما بين مفارقة الحياة من أثر السبي، وبين فتيات أخريات أصبحن ضحايا "العنف الجنسي والجسدي"، هكذا استهلت سيبان حديثها لوكالة شفق نيوز، تروي فيه أبشع ما عاشته على مدار نحو 2490 يوماً، بقبضة تنظيم داعش.
سيبان أو (سيڤان) كما يحلو للإيزيديين نطق اسمها، كان عمرها ثلاثة عشر عاماً وبضعة أيام، عندما دخل داعش مدينتها، روت بداية السبي إلى سوريا، بالقول "قاموا بجمع النساء في أحد المدارس الكبيرة أخذوا الشباب وكبار السن، قتلوا الشباب واحتجزوا الكبار منهم، بقيت النساء والأطفال، قبل أن يفرقوهم في الموصل لتبدأ رحلة الذهاب إلى الرقة.
وتابعت: "أصبت في بطني أثناء القصف على أحد المقار التي كانت مختطفة بها في الرقة، أجريت لي عملية من قبل عناصر التنظيم، عشت أياماً صعبة حرمتني من جميع أحلامي".
وتضيف سيبان، "رجال تراقصوا على جسدي كل يوم لا أعرفهم وليس لدي رغبة بهم، يتم تزويجي كل شهر من شخص حتى لم أره من قبل، تعرضت إلى أنواع العنف الجنسي مما سبب لي أمراضاً في الجهاز التناسلي".
تقول وعيناها تفيض بالدموع، "من المتعارف عليه الجهاز التناسلي غير مؤهل للزواج في هذا العمر، تعرضت لعنف جسدي بكل أنواعه ولضرب مبرح، كما كنت أعمل كجارية لديهم أغسل الصحون والطبخ".
ولفتت إلى أنها "بقيت آخر زواج تزوجته من شخص داعشي لبناني قرر أخذها إلى لبنان عبر التهريب، وقبل الوصول إلى درعا انفجر لغم على سيارة كانت تقلها".
وأشارت الناجية الإيزيدية، إلى أن "الذي كان يسمي نفسه زوجي، قتل فوراً إثر الانفجار، والمهرب قتل أيضاً، كما أصبت بجروح بقدمي، لأقرر أن أسير وأصل إلى إحدى القرى رغم التعب والإصابات، لتقوم إحدى العائلات بإيوائي ثم سكنت سنة عند هذه العائلة وبحثت عن أهلي خلال الفترة".
وتقول "قررت البحث عن أهلي وذهبت إلى البيت الايزيدي في الحسكة، بقيت فترة أسبوعين، وبعدها عن طريق مهرب جلبني إلى سنجار، ولم أبق سوى ساعات هناك، وثم عدت لأهلي".
وختمت الناجية الإيزيدية، حديثها بالقول "لم أفكر في الزواج، حالياً أريد إكمال دراستي فقط، والعيش لأخذ حق كل إيزيديات عشن ظروف مثلي".
وكانت قيادة عمليات غرب نينوى، قد أعلنت يوم الأحد (1 آب 2021)، تحرير سيبان من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، بعملية استخبارية مشتركة، من داخل الأراضي السورية.