شفق نيوز/ عدد من الأحداث والاضطرابات طغت على المشهد العراقي في 2022، وشكل تكوين الحكومة برئاسة محمد شياع السوداني عنوانا رئيسيا لنهايتها، بعد أن سيطر الخلاف المحيط بها على الطاولة السياسية في البلاد.
ومع الدخول لعام 2023 المرتقب، يبرز السؤال الذي يكرر نفسه كل عام في العراق هل ستشهد البلاد الاستقرار المنشود بالنظر إلى حجم الأزمات التي لم تطو بعد؟
يناير/كانون الثاني
بدأ العراق عام 2022 بافتتاح رئيس البرلمان الأكبر سناً محمود المشهداني الجلسة الأولى لمجلس النواب بعد الانتخابات، في التاسع من الشهر، وأُعيد انتخاب محمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب الجديد وسط استمرار الخلافات السياسية حول تسمية الكتلة البرلمانية الأكبر التي تتولى تسمية رئيس الوزراء.
وفي 25 من الشهر نفسه، أُعلن تشكيل تحالف سياسي سنّي جديد باسم (تحالف السيادة)، وجاء بعد اتحاد تحالف "تقدم" بزعامة الحلبوسي مع تحالف "عزم" برئاسة خميس الخنجر الذي تم التوافق على رئاسته التحالف الجديد.
فبراير/شباط
في الثالث من الشهر، حددت المحكمة العليا النصاب القانوني المطلوب لعدد أعضاء مجلس النواب الحاضرين خلال جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقررت استبعاد هوشيار زيباري لمنصب رئيس الجمهورية بعد تعرضه لاتهامات ودعاوى بالفساد من قبل كتل سياسية.
وفي 17 من الشهر نفسه، أُعلن عن تحالف سياسي جديد سُمي (إنقاذ وطن)، وضم كلا من التيار الصدري وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، في محاولة لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث بلغ عدد مقاعده البرلمانية 183 مقعداً (من 329 مقعداً).
مارس/آذار
في 23 من الشهر رشّح التيار الصدري سفير العراق في لندن محمد جعفر الصدر لتولي رئاسة الوزراء، في حين رشح الحزب الديمقراطي الكوردستاني ربير أحمد لرئاسة الجمهورية.
وفي 26 مارس/آذار، أخفق مجلس النواب في إكمال نصاب جلسته للتصويت على مرشحي رئاسة الجمهورية لعدم قدرة التحالف الثلاثي على حشد 220 نائبا لاختيار الرئيس.
وفي 31 مارس/آذار، أمهل زعيم التيار الصدري تحالف الإطار التنسيقي 40 يوما لتشكيل الحكومة من دون مشاركته فيها، مع سماحه للكتل المتحالفة معه (السيادة والحزب الديمقراطي) بالتشاور مع الإطار التنسيقي.
من جانب آخر، شهد العراق ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، خاصة زيت الطعام والطحين، والذي تقول الحكومة إنه بسبب الحرب في أوكرانيا.
أبريل/نيسان في الثامن من هذا الشهر قدم زعيم تيار الحكمة المنضوي ضمن تحالف الإطار التنسيقي مبادرة سياسية لم يكتب لها النجاح لرفض التيار الصدري العودة لما أسماه في حينها "حكومات المحاصصة".
من جانب آخر، حصلت سلسلة من الأحداث في جنوب العراق حيث هوجمت مكاتب ومساجد ومراكز تتبع لرجل الدين محمود الصرخي بسبب إصداره لفتاوى وبيانات دينية تتعارض مع عقائد الشيعة، وما أشعل الأحداث هو إلقاء أحد أتباعه في 8 من الشهر خطبة دعا فيها إلى هدم قبور أئمة الشيعة.
مايو/أيار
في الرابع من هذا الشهر طرح الإطار التنسيقي مبادرة لإنهاء الانسداد السياسي، وفي التاسع من الشهر ذاته انتهت مهلة 40 يوما التي منحها التيار الصدري للإطار التنسيقي لتشكيل الحكومة من دون أي انفراجة.
إلى ذلك شهد العراق عواصف ترابية اضطرت معها السلطات إلى إغلاق مطارات ومدارس وجامعات ومؤسسات عامة في عدد من محافظات البلاد بما فيها العاصمة بغداد، وتسببت في وفاة عدة أشخاص واختناق آلاف آخرين.
وفي هذا الشهر ايضا تم إلغاء حفل سعد لمجرد في مدينة "سندباد لاند" بالعاصمة بغداد بعد تظاهرات احتجاجية رافضة لها.
يونيو/حزيران
في 13 من الشهر أعلن التيار الصدري انسحاب نوابه من البرلمان، كما رفض الصدر مبادرة لإقناعه بالعدول عن استقالة نوابه.
وفي 23 من الشهر نفسه شهد مجلس النواب تأدية اليمين الدستورية للنواب البدلاء عن نواب التيار الصدري، وهو ما جعل من الإطار التنسيقي الكتلة البرلمانية الأكبر.
وفي 25 من الشهر ذاته أعلن الإطار التنسيقي ترشيح النائب في البرلمان محمد شياع السوداني لمنصب رئيس الحكومة، ليقتحم بعدها بيومين أنصار التيار الصدري مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء احتجاجا على هذا الترشيح.
يوليو/تموز
في 28 و29 من الشهر، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة داخل المنطقة الخضراء، أدت إلى العديد من القتلى والجرحى مع اقتحام أنصار التيار الصدري القصر الرئاسي، في ما علّق رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي جلسات البرلمان حتى إشعار آخر.
وفي 31 من الشهر، دعا الإطار التنسيقي أنصاره للخروج بمظاهرات مناوئة للتيار الصدري حول المنطقة الخضراء.
ووسط هذا التأزم السياسي، نشر صحفي عراقي مقيم في الولايات المتحدة الأميركية يدعى علي فاضل تسريبات منسوبة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي وهو يهاجم فيها قوى شيعية لا سيما التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، بدوره نفى المالكي، أن تكون تلك التسجيلات تعود إليه، واعتبر أنها "مفبركة".
كما شهد الشهر نفسه، قصف استهدف محافظة دهوك وراح ضحيته سياح مدنيون، واتهم العراق فيه تركيا، التي نفت من جهتها الهجوم متهمة حزب العمال الكردستاني وراءه، ورافق ذلك تظاهرات واحتجاجات ودعوات للحكومة بالرد على القصف.
أغسطس/آب
في هذا الشهر انسحب أنصار التيار من المنطقة الخضراء بدعوة من زعيمهم مقتدى الصدر، وأعلن الأخير اعتزاله العمل السياسي نهائيا بعد قرار استقالة المرجع الديني كاظم الحائري حيث دعا الحائري مقلديه إلى الرجوع في التقليد إلى علي خامنئي.
وإلى جانب التصاعد المستمر في الأزمة السياسية، اختطفت صور زوجة السفير العراقي في الأردن، مع الفنان راغب علامة، الأضواء في العراق.
مع نهاية الشهر، استفاق العراقيون على حادثة انهيار مزار "قطارة الإمام علي" في محافظة كربلاء، والذي أدى إلى محاصرة عدد من الزائرين داخل المبنى المنهار، لتنتهي بعد ليلتين من عمليات البحث بإنقاذ ستة اشخاص ووفاة سبعة اخرين.
سبتمبر/أيلول
في السابع من الشهر، ردّت المحكمة العليا دعوى حل البرلمان العراقي بعد أن تقدّم بها مجموعة من النواب والناشطين، وفي 28 من الشهر رفض البرلمان العراقي استقالة رئيسه بعد يومين من تقديمه لها.
وفي 28 من الشهر نفسه، أعلن الإطار التنسيقي تشكيل ائتلاف إدارة الدولة الذي ضم القوى الشيعية والسنية والكوردية باستثناء التيار الصدري.
وإلى جانب تصاعد وتيرة حراك القوى السياسية التي كسرت الجمود السياسي، كان لخبر انتحار "التيك توكر" والراقصة مروة القيسي في أربيل حضورا بارزا في هذا الشهر، فضلا عن حادثة مقتل الشابة زينب عصام إثر إصابتها باطلاقة نارية في منزلها القريب من ميدان رماية إحدى القواعد العسكرية غربي بغداد.
كما شهد الشهر ايضا حالة تحرش لفتاة في منطقة الكرادة من قبل أحد الراكبين معها في باص النقل العمومي، والذي تبين لاحقًا أنه منتسب في الشرطة الاتحادية.
كما جاءت حادثة القصف الإيراني لمحافظة أربيل كنهاية مأساوية اختتمت بها أحداث هذا الشهر بعد سقوط 71 ضحية وجريحاً نتيجة الهجمات الإيرانية.
أكتوبر/تشرين الأول
في بداية هذا الشهر تظاهر آلاف وسط بغداد في الذكرى الثالثة لحراك تشرين الذي يطالب بإنهاء الفساد وسلطة الأحزاب، واندلعت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن التي أغلقت المنافذ المؤدية إلى المنطقة الخضراء وسط العاصمة.
كما شهد الشهر نفسه انتهاء ما بات يعرف بـ"الانسداد السياسي" بانعقاد جلسة مجلس النواب وانتخاب رئاستي الجمهورية ومجلس الوزراء، في ما ظهرت أواخر الشهر فضيحة فساد مالي بسرقة الأمانات الضريبية عرفت بـ"سرقة القرن".
نوفمبر/ تشرين الثاني
في بداية هذا الشهر عاد الحديث عن حجب المواقع الإباحية الى الواجهة مجددا، إذ وجهت وزيرة الاتصالات هيام الياسري، بحجب المواقع الإباحية في العراق، مما أثار موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي.
تزامن ذلك مع سعي مجلس النواب العراقي لتشريع قانون خدمة العلم، لينتهي هذا الجدل بعد سحبه بقرار من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وأعيد إلى مجلس الوزراء.
واختتمت أحداث هذا الشهر بمقتل 5 أشخاص وجرح 40 آخرين بانفجار خزان وقود في محافظة دهوك كنهاية مأساوية لهذا الشهر.
ديسمبر/ كانون الاول
شهد هذا الشهر في بدايته تفاعلا واسعا مع صورة لعامل توصيل طلبات تظهر عليه الحيرة والخيبة بعد سرقة دراجته النارية أثناء أدائه الصلاة في أحد جوامع مدينة اربيل.
ولم تستثنِ حوادث القتل هذا الشهر أيضا، ففي الوقت الذي أحيا فيه العراق قبل أيام الذكرى الخامسة لإعلان النصر على تنظيم داعش الإرهابي في 10 كانون الأول 2017، وقعت الأحد الماضي، واحدة من أكبر العمليات التي نفذها داعش هذا العام في العراق، حيث قتل على الأقل 7 من أفراد قوات الأمن العراقية بينهم ضابط برتبة رائد وجرح 3 آخرون، في هجوم استهدف آلية تقلهم في محافظة كركوك.