شفق نيوز- ترجمة خاصة 

يعيد إقليم كوردستان تشكيل السياحة الثقافية، بين سفوح جبال زاغروس وبين قلب بلاد ما بين النهرين، وذلك من خلال الاكتشافات الاثرية الحديثة، بما في ذلك، كما قال موقع "السفر والسياحة العالمي"، الهياكل الاثرية في "كاني شاي" التي تعود الى العصر البرونزي، في محافظة السليمانية.  

واشار الموقع المتخصص بشؤون السفر والسياحة، في تقرير له ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن "كاني شاي، الواقعة في وادي بازيان، تضم هيكلا ضخما غير واضح المعالم، يفاجئ الزوار المهتمين بالاثار السياحية في مفترق طرق كوردستان، اذ ان هذا الكشف الاثري يظهر تلة شيدت على مدى آلاف السنين مع صعود الحضارات وسقوطها فوق بعضها البعض، وكانت كاني شاي كموقع صغير، واحدة من هذه المحطات لكنها تعود الى الاف السنين، وتحديدا من حوالى 5 آلاف سنة قبل الميلاد الى منتصف الألفية الثالثة قبل الميلاد". 

وبحسب التقرير، فإن كاني شاي توفر للزوار امكانية المشاهد المميزة التي تجمع بين المناظر الطبيعية الجبلية القاحلة وبين بقايا حضارة قديمة، مضيفا انه "الى جانب الهيكل الكبير المكتشف مؤخرا، والذي يعتقد انه من فترة أوروك (حوالي 3300-3100 قبل الميلاد)، فان الموقع ربما كان مخصصا للمراسم الاحتفالية او الادارية في ذلك الوقت".

واشار الى أن "موقع كاني شاي قد يعكس اهتمام السياح المحليين والدوليين بالمعالم السياحية والصخور البدائية التي من شأنها ان تشكل اساس الجولات الاثرية التي تجري في ظروف آمنة، وامكانية الوصول الى وادي بازيان من السليمانية المرتبط مطارها بالعديد من المطارات العالمية، ثم هناك طريق للوصول إلى الوادي عبر الجبال، والذي يوفر اطلالات خلابة على سلسلة جبال زاغروس".

ولفت التفرير الى "وجود محطات اهتمام ثقافية اضافية امام السياح، بما في ذلك زيارة متاحف المدينة، والعديد من المعالم التراثية الاخرى، وجولات المشاهد الطبيعية"، مشيرا الى ان "جغرافية المرتفعات تؤمن تجربة سفر مختلفة بدرجة كبيرة عن المناطق الأكثر شعبية في بلاد ما بين النهرين".

وتابع أن "الاكتشاف في كاني شاي، يتيح جذب الاف الزوار ما بين عشاق التاريخ الى علماء الاثار والمهتمين بالجغرافيا الثقافية"، مشيرا الى امكانية ان يستفيد السياح من تجربة "الانخراط الثقافي" في السليمانية، عبر المضافات العائلية وغيرها، الأمر الذي من شأنه ان يسهل استكشاف العجائب الاثرية، وتجربة الثراء الثقافي للشعب الكوردي.

وذكر التقرير، أن الهيكل الاثري في كاني شاي، يعكس على غرار المناطق الاثرية الاخرى في كوردستان، الامكانات القوية المتوفرة للسياحة الثقافية، مضيفا أن "دمج كاني شاي مع المواقع التراثية المجاورة الأخرى للسياحة الثقافية، سيساهم في اطالة مسارات السفر للزوار الذين قد يرغبون في قضاء المزيد من الوقت في المنطقة، بما يشكل مساهمة في اقتصاد المنطقة".

وخلص التقرير إلى القول إن الافتتاح الاخير للمبنى الضخم في كاني شاي، يضيف طبقة اخرى الى المشاهد الطبيعية الثقافية والسياحية في اقليم كوردستان، والتي بامكان العالم ان يشاهدها، بما في ذلك الحقبة غير المستغلة من الحضارة القديمة عند سفوح جبال زاغروس حيث صعدت حضارة بلاد ما بين النهرين.