شفق نيوز- بغداد/ ترجمة خاصة

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن أصداء تسليم حزب العمال الكوردستاني "PKK" لسلاحه، ترددت في أنحاء إقليم كوردستان الذي يأمل مواطنوه الآن بانتهاء الحرب وعودة الجنود الأتراك المتمركزين في قواعد عسكرية شمالي العراق وفي الإقليم.

وأشار التقرير الإسرائيلي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، عن اللغة الإنكليزية، إلى أن إقليم كوردستان عانى دائماً من حالة الاضطراب نتيجة وجود الجيش التركي بسبب قتاله مع حزب العمال الكوردستاني، الذي امتد صراعه مع أنقرة إلى ما وراء الحدود خلال العقود الماضية. 

وتابع التقرير أن حزب العمال الكوردستاني ألهم أيضاً جماعات كوردية أخرى في إيران والعراق وسوريا، ولم يعد بذلك مجرد حركة كوردية في تركيا.

وأوضح التقرير أنه بالنسبة لإقليم كوردستان، فإن وجود حزب العمال الكوردستاني والجيش التركي، بالإضافة إلى قرار أنقرة بتوسيع نطاق الحرب إلى شمالي العراق، لطالما شكل تحدياً له، مشيراً إلى أن الاتحاد الوطني الكوردستاني يميل إلى إقامة علاقات أكثر دفئاً مع حزب العمال الكوردستاني، بينما يتبنى الحزب الديمقراطي الكوردستاني عموماً مواقف أكثر برودة تجاه حزب العمال الكوردستاني.

ولفت التقرير إلى أن العديد من أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاني ينظرون إلى حزب العمال الكوردستاني كخصم، بينما يتهمه البعض باختطاف الأطفال لضمهم إلى صفوفه، أو التسبب في كارثة للشعب الكوردي بمحاربته لتركيا.

ورأى التقرير أن هذه السياسة الداخلية المعقدة لإقليم كوردستان تعني أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يميل إلى تعزيز علاقاته مع حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة التي لطالما ضغطت على العراق وحكومة الإقليم لقمع حزب العمال الكوردستاني.

وأضاف التقرير أنه في ظل رفض العراق وحكومة الإقليم ذلك، فإن أنقرة قامت بتوسيع نطاق حربها، واستخدمت طائرات مسيرة لمهاجمة أعضاء حزب العمال الكوردستاني، وأقامت المزيد من القواعد خلال العقد الماضي.

وبعدما ذكر التقرير أن الأحداث تتسارع في شمال العراق، أشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تحدثا سوية يوم السبت الماضي حول عملية السلام بين أنقرة وحزب العمال الكوردستاني، بينما أعلن الحزب الديمقراطي الكوردستاني يوم السبت أيضاً أنه يمنح بغداد "فرصة أخيرة" فيما يتعلق بالنزاع حول صفقات الطاقة والرواتب.

وبالإضافة إلى ذلك، استعاد التقرير لقاء رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، يوم الجمعة الماضي، بأعضاء من حزب المساواة والديمقراطية التركي، وهو حزب يساري في تركيا، ويتمتع بشعبية كبيرة بين الناخبين الكورد، وتتهمه أنقرة بالتعاطف مع حزب العمال الكوردستاني.

وأضاف التقرير أن محادثات السلام مهمة للحزب، لأنها قد تعني توقف أنقرة عن اعتقال أعضائه واتهامهم بـ"الإرهاب".

ولفت التقرير الى الأنباء التي تحدثت عن استعداد الزعيم الكوردي مسعود بارزاني، للقاء زعيم حزب العمال الكوردستاني عبد الله اوجلان، المسجون في تركيا، مشيراً إلى أنه هناك تفاؤل واضح في إقليم كوردستان الذي يأمل أن يفتح هذا الباب حقبة جديدة.

وبرغم ذلك، أشار التقرير إلى أنه تلوح في الأفق بوادر توتر، حيث أن حكومة دمشق مستاءة من قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، مشيرة إلى معارضتها منح المنطقة الكوردية في شرق سوريا الحكم الذاتي الذي حظي به إقليم كوردستان منذ تسعينيات القرن الماضي.

وحذر التقرير من أن هذا قد يتسبب بخلق متاعب لحكومة إقليم كوردستان في حال اندلاع صراع في شرق سوريا.

وتابع أن حكومة الإقليم لم تستطع لمّ نزاعها على الطاقة مع بغداد، في حين أن الفصائل الموالية لإيران تستخدم طائرات مسيرة لمهاجمة إقليم كوردستان.

إلى ذلك، رأى التقرير أن هناك تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في إقليم كوردستان، موضحاً أنه في حين قد يكون هناك بعض الدعم المالي للبيشمركة، وكذلك لشرق سوريا، غير أن دور الولايات المتحدة في سوريا والعراق ليس واضحاً.

ومع أن التقرير لفت إلى أهمية وجود قنصلية أمريكية جديدة في أربيل، إلا أنه قال إن هناك تساؤلات حول ما قد يحدث لاحقاً مع قوات البيشمركة التي اعتبر التقرير أنها انقسمت سياسياً في الماضي بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث من المعتقد أن الاتحاد الوطني الكوردستاني يسيطر على "الوحدة 70" من البيشمركة، بينما يسيطر الحزب الديمقراطي الكوردستاني على "الوحدة 80".

وختم التقرير بالإشارة إلى أنه كان من المفترض تفكيك هذه المجموعات السياسية والعسكرية خلال العقد الماضي، إلا أن الحرب على تنظيم داعش أجلت إصلاحها، في حين أن هجوم بغداد على إقليم كوردستان في العام 2017 بعد استفتاء الاستقلال، أدى إلى انتكاسة.

وخلص تقرير "جيروزاليم بوست" إلى القول إن هناك حديث عن أن الإصلاح الموعود سيتحقق، وأن البيشمركة ستنزع عنها الصبغة السياسية.

وأضاف قائلاً إنه "بينما يتطلع إقليم كوردستان إلى منطقة جديدة خالية من الحرب بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا، فإن هناك الكثير مما يدعو إلى الأمل".