شفق نيوز- ترجمة خاصة

اعتبرت صحيفة "إيسترن هيرالد" الدولية ومقرها في الهند، يوم الأحد، أن الانسحاب العسكري الامريكي من العراق يمثل نصراً سياسياً لبغداد، ويعكس استقلال القرار العراقي بعيداً عن ثنائية النفوذ الأمريكي والإيراني.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، أن "الولايات المتحدة بدأت تنفيذ خطة لسحب قواتها من قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار ومنشآت قريبة من مطار بغداد الدولي، وهي خطوة وصفتها واشنطن بأنها انتقال استراتيجي، غير أن كثيرين في المنطقة يرونها اعترافاً بتراجع القوة والنفوذ الأمريكيين بعد عقدين من التواجد العسكري".

واضاف التقرير، أن "الانسحاب، الذي طالب به العراقيون طويلاً باعتباره بقايا مهينة للاحتلال، جاء وفق خطة من مرحلتين تم التوافق عليها مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وتشمل المرحلة الأولى، المقرر إنجازها بحلول منتصف سبتمبر/أيلول، إجلاء وحدات كبيرة من الأفراد والمعدات من معقل غرب الأنبار، مع ترجيح إعادة انتشار بعض القوات في أربيل بإقليم كوردستان، غير أن حجم الانسحاب يؤشر على محدودية قدرة واشنطن في الحفاظ على هيمنتها العسكرية داخل العراق".

وتابع: "على مدى عشرين عاماً، قدّمت الولايات المتحدة وجودها العسكري في العراق كحاجز ضد الإرهاب، لكن منتقدين يجادلون بالعكس، معتبرين أن هذا الوجود أسهم في إذكاء عدم الاستقرار، وعزز نفوذ الميليشيات، وحوّل العراق إلى ساحة صراع جيوسياسي، ولاسيما ان قاعدة عين الأسد نفسها، التي تعرّضت مراراً لهجمات صاروخية و بالطائرات المسيرة، تحولت إلى رمز للمقاومة ضد الاحتلال بدلاً من كونها عنواناً للأمن".

واكد التقرير انه "في المقابل، يؤكد المسؤولون الأمريكيون أنهم بصدد التحول إلى أدوار استشارية وداعمة مع استمرار تقديم الدعم اللوجستي في مكافحة تنظيم داعش، لكن محللين يرون أن هذه الصياغة لا تخفي حقيقة أن العراق لم يعد يتسامح مع العمليات القتالية الأمريكية واسعة النطاق، وأن البنتاغون يحاول تصوير الانسحاب القسري كخيار طوعي".

ووفقا للصحيفة، فان "الانسحاب يمثل نصراً سياسياً لبغداد وينسجم مع مطالب الشارع باستعادة السيادة الكاملة، حيث يرى قادة في بغداد أن إنهاء الوجود الأمريكي يعكس استقلال القرار العراقي بعيداً عن ثنائية النفوذ الأمريكي والإيراني".

ونبّه التقرير "أما الفصائل الموالية لإيران، التي لطالما دعت لخروج فوري للقوات الأمريكية، فقد بدأت تُبدي مخاوف من فراغ أمني محتمل قد تستغله بقايا داعش، رغم اتفاقها على أن بقاء القوات الأمريكية كان عبئاً أكثر من كونه عاملاً مساعداً"، معتبرا ان "استمرار الهجمات بالطائرات المسيرة على القواعد، وسقوط مدنيين خلال غارات خاطئة، وغطرسة القادة العسكريين الأمريكيين، كلها عوامل عمقت القناعة بأن واشنطن ساهمت في الفوضى أكثر مما ساعدت على استقرار العراق".