شفق نيوز- ترجمة خاصة

تلوح فرصة أمام الإيزيديين لضمان حقوقهم وتأكيدها في إطار النسيج الاجتماعي للعراق، من خلال خوض الانتخابات المقبلة عبر مجموعة جديدة من القوى الايزيدية والشخصيات، وتخطي النقص المستمر في تمثيلهم السياسي، وذلك بتحالفات وتعاون مع عدة احزاب، إلى جانب مرشحين اخرين من احزاب كوردية وعربية، بحسب تقرير نشره موقع "أمواج البريطاني".

واوضح التقرير البريطاني، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، أن تحالفا ايزيديا يتنافس للمرة الاولى في تاريخ هذه الطائفة، دون الاعتماد فقط على مقعد الكوتا الوحيد كما تحدده قوانين الانتخابات العراقية، مشيرا في هذا الاطار الى "تحالف القضية الايزيدية" الذي أسسه ائتلاف من زعماء المجتمع المدني، وانصار المكون الايزيدي، وشخصيات سياسية مستقلة، والذي حدد في بيانه التأسيسي أن هدفه يتمثل في "خدمة المصالح العليا لشعبنا بعيدا عن المصالح الشخصية الضيقة او التاثيرات الخارجية".

ونقل التقرير عن القيادي البارز في التحالف راكان رافو، قوله إن "المعاملة الوحشية التي تعرض لها الإيزيديون تحت حكم تنظيم داعش، دفعت المجتمع الايزيدي الى السعي نحو تحقيق استقلالية سياسية اكبر".

وبحسب التقرير، فإن "هناك حاجة ملحة للمجتمع الايزيدي من أجل نيل تمثيل سياسي قوي وموحد، وان هذا الوضع صار اكثر الحاحا في ظل الشكاوى من ان الاحزاب السياسية الكوردية والعربية القائمة، التي تقول أنها توفر تمثيلا للإيزيديين، لا تحقق لهم فوائد ملموسة تذكر".

ونقل التقرير عن رافو قوله "نحن لسنا ممثلين بشكل كاف او فعال في العملية السياسية العراقية"، مشيرا باحباط الى ان "قضايانا ومطالبنا لم تحظَ بالاهتمام الكافي".

ونقل التقرير عن رافو قوله، إن "النزاعات المستمرة في سنجار بين السلطات الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كوردستان، ساهمت في نزوح نحو 200 الف شخص من اصل 500 الف يزيدي في البلد، في حين يتفاقم الوضع المحلي في ظل وجود فصائل مسلحة مختلفة متحالفة مع قوى سياسية متنافسة، وذلك بالاضافة الى التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي واجهها المجتمع الايزيدي".

ومن اجل فتح صفحة جديدة، قال رافو كما نقل عنه التقرير، ان التحالف الايزيدي يحاول ان يكون عنصرا اساسيا في المشهد السياسي العراقي، وان يعمل في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، سواء على الصعيد الوطني او بين الجالية الايزيدية الكبيرة في الخارج.

كما نقل التقرير عن الصحفي الايزيدي ذياب الغانم، قوله، إن الجالية الايزيدية تفتقر الى تمثيل حقيقي وفعال في البرلمان العراقي، منتقدا ممثلي سنجار في البرلمان بانهم "ركزوا بشكل كبير على مصالحهم الحزبية ومكاسبهم الشخصية، وتجاهلوا من كان من المفترض ان يمثلوهم".

وتابع قائلا انه "اذا اراد الايزيديون حضورا حقيقيا في المشهد السياسي، فعليهم الذهاب الى صناديق الاقتراع واختيار ممثليهم".

وبحسب التقرير فانه خلال العقد الماضي، حاولت جهات فاعلة عديدة، بما في ذلك "وحدات مقاومة سنجار"، المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني بالاضافة الى جماعات مسلحة مدعومة من ايران واذرع اخرى لاجهزة الامن العراقية، ان تملأ ما خلفه الحزب الديمقراطي الكوردستاني، من فراع على الرغم من ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني قام بتعيين الايزيديين في صفوفه، لكن ذلك لم يكن كافيا لمعالجة مظالم المجتمع الايزيدي.

واعتبر التقرير ان عدم نجاح الحزب الديمقراطي الكوردستاني في تحقيق التوقعات في سنجار في انتخابات كوردستان التي جرت في كانون الاول/ ديسمبر 2023، قد يجعل الساحة الان اكثر انفتاحا مما كانت عليه في الانتخابات السابقة، حيث يستعد "تحالف القضية الايزيدية" لخوض الانتخابات على قدم المساواة مع الاحزاب والتحالفات الاخرى الاكثر رسوخا.

ونقل التقرير عن غانم بعد اشارته الى ظهور الجماعات المسلحة الايزيدية الموالية لحزب العمال الكوردستاني منذ العام 2014، قوله ان المجتمع الايزيدي اصبح "يدرك الان ان السلاح لن يحرره ولن يعيد اعمار مناطقه"، مضيفا انهم "يدركون حاجتهم الى الانخراط السياسي".

كما اعتبر غانم ان التحالفات السياسية الايزيدية الجديدة يتحقق منفعة في تأمين دعم خارجي، موضحا أن "الشيعة في العراق مدعومون من ايران، والسنة مدعومون من دول الخليج، لكن لا توجد دول خارجية تدعم الايزيديين".

إلا أن التقرير اشار الى ان قدرة "تحالف القضية الايزيدية" على حشد الدعم، لا تزال غير واضحة، لافتا الى ان هذا المشروع قد يحشد حلفاء محليين من خارج المجتمع الايزيدي، مثل الزعيم السني المحلي الشيخ مزاحم الحويت الذي كان قد اعرب عن تفاؤله باحتمال حصول الايزيديين على ما بين 5 و7 مقاعد موزعة على الاحزاب الكوردية والعربية، مع مقعد او مقعدين لـ"تحالف القضية الايزيدية".

وختم التقرير بالقول، انه في ظل هذه الديناميكيات، فان الانتخابات النيابية المقبلة، تعتبر بمثابة فرصة محورية للايزيديين للتأكيد على حضورهم السياسي وتسوية القضايا الجوهرية التي يواجهها مجتمعهم، مثل انهاء الصراع السياسي حول سنجار، وتسهيل عودة النازحين، واعادة بناء البنية التحتية، الى جانب ضمان حقوق الايزيديين كجزء لا يتجزا من النسيج الاجتماعي في العراق.