شفق نيوز- ترجمة خاصة
مع تبقي أقل من 80 يوماً على فتح مراكز الاقتراع أمام الناخبين في انتخابات أعضاء جدد للبرلمان السادس في العراق بعد العام 2003، تواجه الأقلية المسيحية التي يتنافس على مقاعدها الخمسة، أكثر من 30 مرشحا، سؤالاً حاسماً يتعلق بما اذا كان سيتم سماع اصواتهم فعليا في صنع القرار العراقي، أم ستتم التضحية بهم لمصالح الاحزاب والكتل السياسية المؤثرة.
وبحسب تقرير لموقع "وكالة الانباء الكاثوليكية"، ترجمته وكالة شفق نيوز، فإن مفوضية الانتخابات، تعلن عن القوائم النهائية للائتلافات السياسية والاحزاب والمرشحين الافراد قبل الانتخابات المحددة في تشرين الثاني/نوفمبر، والتي يتنافس فيها اكثر من 30 مرشحا مسيحيا، يخوضون الانتخابات اما بشكل فردي او ضمن كتل واحزاب محددة، للتنافس على المقاعد الخمسة المخصصة لهم بموجب القانون الانتخابي العراقي، حيث تتوزع هذه المقاعد على محافظات بغداد ونينوى وكركوك ودهوك وأربيل.
ووفق تقرير الوكالة، التي تتخذ من واشنطن مقراً لها، فبهدف استقطاب الناخبين المسيحيين، ظهرت العديد من الكيانات الانتخابية والتحالفات، أمر وصفه مراقبون بأنه "استغلال سياسي للمكون المسيحي"، في ظل مخاوف جدية بشأن استقلالية صنع القرار السياسي المسيحي في مجلس النواب القادم.
وبرغم التراجع الكبير في اعداد المسيحيين في العراق خلال العقود الاخيرة، خصوصا بعد تشريد الكثيرين من قبل داعش في العام 2014، فان رئيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية الكاردينال لويس رافائيل ساكو، يحث العراقيين دائما، وخصوصا المسيحيين منهم، على الانخراط في العملية الانتخابية المقبلة، وان كل فرد بامكانه ان يلعب دورا حاسما في تشكيل مستقبل البلد.
ونبه التقرير الكاثوليكي، إلى أن ساكو الذي تمثل كنيسته غالبية مسيحيي العراق، لطالما دعا الى حصر التصويت لمقاعد الحصص المسيحية بالمسيحيين فقط، معربا عن قلق المجتمع المسيحي المتزايد، في ظل الهجرة المتفاقمة "بسبب سيطرة الفصائل المسلحة على مدنهم، وخاصة في سهل نينوى، الى جانب الابتزاز والمضايقة ومصادرة الحصص والمناصب الحكومية، في حين لا تزال الاجراءات الفعالة لحماية حقوقهم وامنهم، غائبة".
وفي هذا الصدد، أشار التقرير، إلى استمرار تبادل الاتهامات بين ما يسمى بالتحالفات "المسيحية"، حيث تنتقد الجماعات بعضها البعض لان احزابا كبيرة غير مسيحية، تسيطر عليها وتختظف مقاعد الحصص المسيحية في ظل الفشل في تأمين تمثيل مسيحي حقيقي، مضيفا ان هذا التنازع الداخلي بين المسيحيين متواصل فيما يواجه المجتمع المسيحي تدهورا ديموغرافيا مستمرا وتحت ظروف صعبة.
وفي الختام، لفت التقرير إلى تزايد الدعوات من اجل اصلاح القانون الانتخابي بصوت أعلى، حيث يطالب المدافعون بادخال تغييرات لمنع الغرباء من السيطرة على مقاعد الحصص المسيحية، ولهذا فانهم يعتبرون ان الاصلاح ضروري من اجل ضمان سماع الصوت الحقيقي للناخبين المسيحيين، بعيدا عن التهميش او التبعية او الاستغلال.