شفق نيوز- ترجمة 

أظهرت اكتشافات وعمليات حفر جديدة في العراق مدى ارتباط واتساع شبكة مدينة أوروك (الوركاء) بمحافظة المثنى جنوبي العراق، وهو ما يغير فهم العالم لهذه المدينة التي تعتبر الأولى في العالم، وذلك بحسب ما نشره موقع  engineering Interesting الأمريكي. 

وذكر الموقع، في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، إنه خلال حملة الحفريات في العام 2025، اكتشف باحثون في كاني شاي (اقليم كوردستان) مبنى ضخما قد يغير الفهم الحالي لعلاقة اوروك بالمناطق المحيطة بها، وهو موقع يعرف باسم أول مدينة في العالم.

وأشار الموقع المتخصص بالشؤون الهندسية، ويتخذ من نيويورك واسطنبول كمقرين له، إلى أن "كاني شاي في وادي بازيان في السليمانية، يعتبر أهم موقع أثري شرق نهر دجلة لفهم تسلسل الاستيطان البشري من العصر البرونزي المبكر حتى الالفية الثالثة قبل الميلاد". 

وبحسب التقرير، فإن الحفريات خلال العام 2025 في هذه المنطقة التي تعتبر حرفيا بمثابة مهد الحضارة، أفضت إلى الكشف عن نصب أثري استثنائي يعود تاريخه الى المدن الأولى على وجه الارض. 

واضاف انه رغم اكتشاف علماء الآثار بعض القطع الاثرية التي تشير الى وجود نشاطات ادارية، إلا أنهم لم يتمكنوا من تأكيد ذلك بعد، الا انها تشير الى ان هذا الموقع يتمتع بأهمية سياسية.

ونقل التقرير عن الباحثين قولهم في بيان ان الهيكل الرائع يظهر ان (كاني شاي) كان موقعا فاعلا رئيسيا في تشكيل الشبكات الثقافية والسياسية.

ولفت التقرير الى ان كاني شاي يقع على على بعد نحو 500 كيلومتر شمال اوروك، والتي كانت تتطلب المشي اكثر من اسبوعين للوصول من المدينة الأسطورية، مضيفا ان الاكتشاف الاخير تظهر أن المستوطنة المجاورة، على الرغم من أنها ليست قريبة، إلا أنها كانت بمثابة جزء من شبكة أكبر امتدت عبر بلاد ما بين النهرين القديمة.

واعتبر التقرير أنه من خلال نبش المبنى القديم الذي يبلغ من العمر 5 آلاف سنة، فإن الباحثين من جامعة كويمبرا البرتغالية وجامعة كامبريدج البريطانية، يعتقدون أن "الهيكل الضخم" الذي لا يمكن ان يكون الا سياسيا بطبيعته، بسبب حجمه، قد يكون معبدا.

وبحسب التقرير، فإن العلماء نبشوا حتى الآن عدة أدلة تظهر أن هذا الهيكل يعود لمبنى عام، أو لمبنى مرتبط بالاحتفالات. 

وبالإضافة إلى العثور على جزء من قلادة ذهبية، فقد وجد الباحثون أحد الأختام التي تعود الى حقبة أوروك، وهو ختم يرتبط بالممارسات الإدارية والسيطرة وإضفاء الشرعية على السلطة. 

ووفقا لصحيفة جيروزاليم بوست، فإن الاختام الاسطوانية الموجودة في الموقع تشير ايضا الى ختم السلطة.  

وبرغم ان التقرير لفت الى ان علماء الاثار لا يزالون في مرحلة التكهن حول ان المبنى يمثل منشأت ادارية، الا انه اشار الى ان الادلة تبدو واعدة.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن اوروك القديمة التي بلغ عدد سكانها 80 ألف شخص، كانت تتمتع باحياء ادارية وسكنية، حيث ارتبطت اول مدينة في العام، بهذا الهيكل الإداري المهم في كاني شاي البعيد مسيرة مشي اسبوعين، وهو ما يشير الى حضورها السياسي الأوسع مما كان معروفا في السابق.

وخلص التقرير الى التساؤل عما اذا كان علماء الآثار سيتمكنون من إثبات ذلك؟ وأشار إلى أن الحفريات التي بدأت في العام 2013، خلصت الى وجود ادلة على أن الاستيطان بدأ من حوالي 6500 قبل الميلاد، مضيفا أن النتائج تظهر أن الروابط التي أبقت مهد الحضارة معا كانت اقوى واوسع مما أدركه علماء الآثار سابقا.