شفق نيوز- دمشق
أوقد الكورد في مدينة القامشلي، مساء اليوم الثلاثاء، شعلة عيد نوروز وذلك قبل حلول موعده بأكثر من خمسة أشهر، ضمن فعاليات رمزية اتخذت طابعاً احتجاجياً، رفضاً لقرار رئاسي صادر مؤخراً حدد العطل الرسمية في سوريا دون أن يتضمن العيد القومي للشعب الكوردي والذي يصادف يوم 21 آذار/ مارس من كل عام.
كما لم يتضمن القرار الرئاسي أعياد مكونات أخرى كـ"أكيتو" للسريان الآشوريين، و"جارشما صور" لدى الإيزيديين.
وشهدت الساحات الرئيسية في المدينة تجمعات شارك فيها مئات المواطنين، الذين حملوا اللافتات وأشعلوا النار إيذاناً بقدوم الربيع، في مشهد جمع بين رمزية الفرح ورفض الإقصاء.
وردد المشاركون شعارات تؤكد تمسكهم بحقهم في الاحتفال بعيدهم القومي واعتباره جزءاً أصيلاً من هوية سوريا التعددية.
وقال شيار سلو، وهو عضو فرقة فلكلورية كوردية شاركت في الفعالية، إن "استمرار تجاهل عيد نوروز في المراسيم الرسمية يعكس نهجاً موروثاً من سياسات التهميش التي عانى منها الكورد لعقود".
وأضاف لوكالة شفق نيوز، أن "الكورد لا ينتظرون اعترافاً من أي سلطة ليمارسوا طقوسهم، لكن كان الأمل سيظل قائماً بأن تشكّل الحكومة الجديدة بداية مرحلة مختلفة تقوم على الانفتاح والاعتراف بحقوق المكونات كافة".
وأوضح سلو، أن "استبعاد عيد نوروز من قائمة الأعياد الوطنية يأتي امتداداً لتغييب الكورد والأقليات عن العملية السياسية والدستورية، بما في ذلك صياغة الإعلان الدستوري، والحوار الوطني، وانتخابات مجلس الشعب".
من جانبها، عبّرت خناف مسطو، وهي ناشطة شاركت في إشعال الشعلة، عن استيائها من المرسوم، قائلة إن "الحكومة الانتقالية أضاعت فرصة لإظهار احترامها للتنوع السوري".
وأشارت إلى أن "نوروز ليس مجرد عيد قومي للكورد، بل هو يوم للاحتفال بقيم الحرية والتجدد والسلام بين الشعوب".
وأكد المشاركون أن فعالياتهم في القامشلي ستستمر خلال الأيام المقبلة عبر عروض فنية وفلكلورية، تأكيداً على التمسك بالهوية الثقافية والحق في الاحتفال بنوروز، رغم أي قرارات رسمية تتجاهله.
وكان الرئيس الانتقالي لسوريا، أحمد الشرع، أصدر أمس الأول الأحد مرسوماً عدّل من خلاله جدول العطلات الرسمية التي تُحتفل بها في البلاد.
وقد أثار المرسوم الجديد جدلاً واسعاً وخلافاً حادّاً على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد الكشف عن إلغاء عطلات مرتبطة بمناسبات تاريخية، وإضافة أخرى جديدة.
فقد ألغى القرار عطلتين كانتا مخصصتين لذكرى حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، ولذكرى إعدام السلطات العثمانية لعددٍ من الناشطين عام 1916.
كما شمل المرسوم إضافة عطلتين جديدتين مرتبطتين بالثورة السورية.
في حين لم تتضمن قائمة العطلات أعياداً مرتبطة بعيد نوروز القومي لدى الكورد، وعيد أكيتو لدى السريان الآشوريين.