شفق نيوز- الشرق الأوسط
أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء الجمعة، بتأهب إيراني للهجوم على إسرائيل، من خلال فصائل شيعية في العراق، في طليعتها حركة "النجباء" التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع "حزب الله" في الجنوب اللبناني، وأعلنت في السابق مسؤوليتها عن إطلاق مسيَّرات باتجاه تل أبيب، إبان حرب حزيران/يونيو الماضي مع طهران.
ووفقاً لصحيفة "معاريف"، يجهز الجيش الإسرائيلي والموساد، لمواجهة تهديد مُتنامٍ للجبهة الداخلية الإسرائيلية من العراق، ناقلة عن مصادر أمنية في تل أبيب إلى حشد إيران موارد ضخمة، لتعزيز قوة الفصائل الموالية لها في العراق، تأهباً للهجوم على إسرائيل براً وجواً فور تلقي الأوامر.
وأوضحت أن "قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، زار العراق مؤخراً بغرض التنسيق مع قادة الفصائل الشيعية لاستهداف إسرائيل في أقرب فرصة".
وبحسب التقرير، فإن أبرز أساليب عمل الفصائل هو إطلاق الصواريخ والمسيَّرات من الأراضي العراقية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في نمط مشابه لما بدأ خلال ذروة حرب "السيوف الحديدية" في قطاع غزة.
لكن الأسلوب الثانوي الذي لا يستبعده الموساد، هو "عملية اجتياح بري، تنطلق من العراق وتتجه إلى سوريا، ومن هناك ربما إلى الحدود الإسرائيلية الأردنية".
ويقف "فيلق القدس" الإيراني، حسب تقديرات تل أبيب، وراء أقوى الفصائل وأكثرها نفوذاً في العراق: "كتائب حزب الله"؛ بالإضافة إلى دعم الفيلق ذاته "الحشد الشعبي"، الذي يحظى أيضاً بدعم الحكومة العراقية، وتنضوي "كتائب حزب الله" تحت قيادته.
كما يتمتع "الحشد الشعبي" وفقاً للصحيفة، بنفوذ سياسي واسع النطاق في العراق، ويعتمد في تسليحه على مسيَّرات بعيدة المدى.
وأشارت إلى أن "الحشد الشعبي سبق وأن وجه نيرانه صوب القوات الأميركية في المنطقة، إضافة إلى ذلك، فهو مسؤول عن طرق تهريب مهمة من العراق إلى سوريا، ويُعتقد أن عناصره مسؤولون عن تهريب الأسلحة إلى حزب الله".
وتشير تقديرات تل أبيب إلى "نجاح الإيرانيين في الترويج لهجمات ضد إسرائيل، على غرار الحوثيين في اليمن، من خلال عدة فصائل عراقية، تسترت بأسماء عامة لإخفاء هويتها".
ونسبت "معاريف" إلى مصادر وصفتها بالأجنبية اعترافاً بهجوم سلاح الجو الإسرائيلي بمساعدة الموساد على فصائل شيعية داخل الأراضي العراقية.
ولفتت المصادر إلى أن تل أبيب نقلت رسائل تهديد واضحة إلى الحكومة العراقية بوساطة الولايات المتحدة ودول أخرى في المنطقة، حذرت فيها من حرية عمل الفصائل الشيعية الموالية لإيران من داخل العراق.
وكشفت الصحيفة عن رصد إسرائيل 5.5 مليار شيكل لتأمين خطوط التماس مع الأردن وسوريا، وقطع الطريق أمام تسلل فصائل عراقية لجبهة إسرائيل الداخلية.
ويُخصص المبلغ لبناء جدار أمني على حدود إسرائيل الشرقية، إذ أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية، صباح اليوم الجمعة، عن انتهاء المرحلة الأولى من المناقصات، وستبدأ العمل في بناء الجدار خلال الأسابيع المقبلة.
واعتبرت وزارة الدفاع المشروع "خطة لتعزيز الأمن القومي والسيطرة الاستراتيجية على الحدود الشرقية"، ليشكل جزءاً مركزياً من استراتيجية وزارة الدفاع التي يروج لها مدير عام وزارة الدفاع اللواء "احتياط" أمير برعام.
ويتضمن المشروع الدفاعي حاجزاً أمنياً ومركزاً لجمع المعلومات وتكنولوجيا اتصالات وفرقاً تشغيلية، واستشعاراً واستطلاعاً وتكاملاً وصيانة.
ويبلغ طول الجدار الأمني 425 كيلومتراً، بداية من جنوب مرتفعات الجولان، وصولاً إلى شمال إيلات.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مدير عام وزارة الدفاع الإسرائيلية، اللواء "احتياط" أمير برعام أنه "في مواجهة التهديدات الناشئة، علينا أن نتحرك بأقصى سرعة ونعزز السيطرة الاستراتيجية على الحدود الشرقية. هذا ليس مجرد عائق مادي، بل منظومة متكاملة متعددة الطبقات، تتضمن نشر قوات مرنة ومتحركة، تتناسب مع التضاريس والتهديدات المتغيرة".