شفق نيوز- دمشق

يشهد معبر بصرى الشام الإنساني في ريف درعا الشرقي حركة نشطة لخروج وعودة العائلات من وإلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، وسط أزمة إنسانية ومعيشية متواصلة منذ منتصف تموز/يوليو الماضي.

وبحسب الدفاع المدني السوري، غادرت الأربعاء 98 عائلة تضم 391 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، من السويداء بشكل فردي عبر المعبر، فيما عادت 32 عائلة تضم 128 شخصاً إلى المحافظة. 

وتختلف تقديرات المصادر الميدانية والمنظمات الحقوقية، بينها المرصد السوري لحقوق الإنسان، بشأن أعداد الخارجين والعائدين خلال الأيام الأخيرة، إذ تراوحت أعداد المغادرين بين 115 و196 عائلة (344 إلى 884 شخصاً) إضافة إلى 85 عائلة عبر قافلة للهلال الأحمر تضم نحو 300 إلى 350 شخصاً، بينما قُدرت أعداد العائدين بين 90 و124 عائلة (350 إلى 519 شخصاً).

أزمة معيشية خانقة

ترافق ذلك مع انقطاع شامل للكهرباء والمياه والاتصالات في السويداء منذ أسابيع، وتوقف معظم المخابز الخاصة عن العمل بسبب نقص الطحين والوقود، فيما تعمل المخابز العامة بنصف طاقتها. 

وقال ناشطون محليون لوكالة شفق نيوز إن هذه الظروف دفعت عائلات عديدة إلى مغادرة منازلها بحثاً عن مناطق أكثر استقراراً، رغم المخاطر الأمنية على طرق التنقل.

وتعود جذور الأزمة إلى 12 تموز الماضي، حين شهدت السويداء توتراً أمنياً تطور إلى مواجهات مسلحة بين مجموعات محلية وقوات الحكومة السورية، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى ونزوح أعداد كبيرة، في ما اعتبره مراقبون أحد أكبر الاختبارات الإنسانية للمحافظة في السنوات الأخيرة.

شريان متعثر

وأُعيد فتح معبر بصرى الشام مطلع آب الجاري بعد إغلاق مؤقت بفعل التصعيد، ليشكّل ممراً رئيسياً للمساعدات الإنسانية وحركة المدنيين. لكن مصادر محلية تؤكد أن تدفق المساعدات ما زال محدوداً ولا يلبي الاحتياجات المتزايدة، مع استمرار الحصار الجزئي على بعض المناطق وتدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

بينما تتواصل حركة النزوح والعودة عبر المعبر بوتيرة متقطعة،  يعكس تباين الأرقام الواردة من الجهات الرسمية والمصادر الميدانية تعقيدات الوضع الإنساني والأمني في السويداء، حيث يبقى المدنيون بين خيار الخروج المؤقت أو البقاء تحت وطأة أزمات معيشية وضغوط أمنية خانقة.