شفق نيوز- دمشق
أكد عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض مع حكومة دمشق، القيادي الكوردي سيبان حمو، يوم السبت، أن "قسد" مستعدة للانضمام إلى الجيش السوري الجديد المزمع تشكيله، لكن بشرط أن يتم الدمج على أسس تحترم هوية "قسد" ونضالها وتضحياتها، مبيناً أن وجود قسد داخل الجيش السوري الجديد هو شرط أساسي لحماية البلاد وتجاوز أزمتها الحالية.
وقال حمو، في مقابلة مطوّلة مع المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، تابعتها وكالة شفق نيوز، إن "الخطوات القادمة لحكومة دمشق هي التي ستحدد ما إذا كانت عملية الدمج ستتسارع أو تتباطأ أو ربما تتجمد"، مؤكداً أن "قسد ستظل قوة وطنية جامعة تدافع عن جميع السوريين حتى تحقيق نظام ديمقراطي عادل".
وأضاف أن "قواتنا ليست مجرد تشكيل عسكري، بل مشروع سياسي واجتماعي يحمل رؤية واضحة لبناء سوريا ديمقراطية قائمة على التشاركية وضمان حقوق جميع المكونات دون تمييز أو إقصاء"، مشيراً إلى أن "القوات خاضت حروباً ضارية ضد تنظيم داعش وضد كافة القوى التي حاولت تقويض مشروعها الوطني".
وأوضح حمو أن "اتفاقية العاشر من آذار/مارس 2025 شكلت نقطة انطلاق لمصطلح الدمج في المفاوضات مع حكومة دمشق"، مشدداً على أن "قسد منذ تأسيسها ناضلت ضد التهميش والدكتاتورية والظلم، وستبقى متمسكة بأهدافها الوطنية".
الأسس الوطنية
وبيّن القيادي الكوردي أن "الدمج ضرورة لبناء الجيش السوري الجديد، ولا يمكن بناء جيش وطني حقيقي من دون مشاركة قوات سوريا الديمقراطية التي أثبتت قدرتها على تمثيل جميع السوريين".
وتابع: "نحن مستعدون للانضمام إلى الجيش الجديد، لكن بشرط أن يكون الدمج قائماً على أسس تحترم هوية قواتنا ونضالها، لا وفق رؤى ضيقة ما زالت أسيرة ذهنية النظام السابق. هناك أطراف في دمشق تحاول إلغاء هويتنا السياسية والاجتماعية، وهو ما لن نقبله إطلاقاً".
وأكد حمو أن "الاجتماع الأخير في دمشق بمشاركة وزارة الدفاع وعدد من المسؤولين الأميركيين ساده جو إيجابي، لكنه لم يخرج بنتائج ملموسة على الأرض"، موضحاً أن "المخرجات اقتصرت على وعودٍ شفهية وآمال عامة دون اتفاقات واضحة ومكتوبة".
وأكمل: "نحن نريد أن تتحول الأجواء الإيجابية إلى خطوات عملية. لا يمكن أن نستمر في حوار مفتوح من دون إجراءات تبعث على الطمأنينة وتعالج المخاوف الأمنية والحقوقية في شمال وشرق سوريا".
وأشار حمو إلى أن "الحكومة المؤقتة ما تزال عاجزة عن إشاعة الأمان والطمأنينة بين المكونات السورية"، مشيراً إلى أن "بعض الممارسات الأخيرة من قتل جماعي وفوضى أمنية في مناطق متعددة زادت من المخاوف، وطرحت تساؤلات جدية حول جدية الحكومة في بناء جيش وطني".
وأردف قائلاً: "في الوقت الذي نتحدث فيه عن الدمج، تتعرض مناطقنا لهجمات متكررة مثلما حدث في حي الشيخ مقصود بحلب. هذا الحي الذي انسحبنا منه بموجب اتفاقية العاشر من آذار، تعرض لهجوم من فصائل تابعة لحكومة دمشق من عشرة محاور، وهو ما يناقض تماماً الخطابات الإيجابية التي نسمعها".
وانتقد حمو إقصاء المكونات السورية عن مؤسسات القرار، قائلاً إن "استبعاد شعب شمال وشرق سوريا من مؤتمرات الحوار وصياغة الدستور وتشكيل الحكومة يمثل خطراً على وحدة البلاد".
وزاد بالقول: "لا يمكن لأي حكومة أو جيش أن يحظى بالاحترام ما لم يشارك جميع المكونات في بنائه. سوريا لن تكون وطناً للجميع من دون مشاركة الجميع، ولن نسمح بتكرار السياسات الإقصائية التي عانى منها السوريون لعقود".
قسد ضمانة لوحدة سوريا
وشدد حمو على أن "وجود قوات سوريا الديمقراطية داخل الجيش السوري الجديد هو شرط أساسي لحماية البلاد وتجاوز أزمتها الحالية"، مؤكداً أن "دمج قسد يجب أن يتم على أساس الاحترام المتبادل والتشاركية لا على الإقصاء والتصفية".
واعتبر أن قضية عفرين ستكون المعيار الحقيقي لجدية الحكومة السورية في بناء جيش وطني، قائلاً: "إذا تصرفت الحكومة بعدالة تجاه عفرين وأزالت المظالم وأعادت المهجرين، يمكن النظر إلى الحكومة برؤية مختلفة، ليس فقط من أجل عفرين بل من أجل كل سوريا".
وبين أن "قوات سوريا الديمقراطية هي القوة الوطنية الوحيدة القادرة على التواصل مع جميع المكونات السورية، من الكورد والعرب والدروز والعلويين والمسيحيين، وحتى مع الحكومة في دمشق”، معتبراً أن “هذا التنوع هو ما يمنحها شرعيتها الوطنية".
رسالة للشعب
وفي ختام حديثه، وجّه سيبان حمو رسالة إلى سكان شمال وشرق سوريا قائلاً: "منذ تأسيس وحدات حماية الشعب ثم قوات سوريا الديمقراطية، قدمنا آلاف الشهداء دفاعاً عن شعبنا، وحققنا إنجازات كبيرة وسنواصل تحقيق المزيد مما يليق بتضحياتهم. نعيش اليوم في مناطقنا بأمان بفضل قسد، بينما تعاني مناطق أخرى من الفوضى والقتل اليومي".
وأضاف: "علينا الحفاظ على ما تحقق ومواجهة كل المؤامرات. نريد أن يعمّ الأمان كل سوريا، من السويداء إلى الساحل، ومن الداخل إلى الشمال، على أساس التسامح والتعايش والعطاء".
وختم حمو بالقول: "على شعبنا أن يثق بمقاتليه، لأنهم لن يترددوا في الدفاع عنه، وسيواصلون كفاحهم مهما اشتدت التحديات. نحن باقون كقوة وطنية جامعة، حتى تتحقق العدالة والمساواة لكل السوريين".
وتوصلت الحكومة السورية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى اتفاق مبدئي يقضي بدمج نحو 100 ألف من مقاتلي "قسد" وقوى الأمن الداخلي "الأسايش" في المؤسستين العسكرية والأمنية السورية، وذلك بعد زيارة وفد عسكري من الإدارة الذاتية إلى دمشق في 13 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وبحسب الاتفاق الذي جرى برعاية أميركية، من المقرر أن تكتمل عملية الدمج بنهاية عام 2025، الأمر الذي أكده القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، حين أعلن قبل أيام التوصل إلى "اتفاق مبدئي" مع الحكومة السورية حول آلية دمج قواته ضمن الجيش.