شفق نيوز- حلب

شهد مطار حلب الدولي، اليوم السبت، هبوط أول طائرة مدنية تركية تابعة لشركة "A Jet"، القادمة من مطار "صبيحة" في إسطنبول، في خطوة وُصِفت بأنها تاريخية وتعيد ربط ثاني أكبر المدن السورية جواً بتركيا بعد قطيعة جوية استمرت أكثر من عقد من الزمن.

وأفادت مصادر رسمية بأن سلطات مطار حلب نظّمت استقبالاً رسمياً للطائرة بحضور وفود دبلوماسية وممثلين عن الهيئة العامة للطيران المدني السوري. 

ووصف مسؤولون هذا الحدث بأنه مؤشر على مرحلة جديدة من الانفتاح التدريجي وإعادة تطبيع العلاقات على المستويات الجوية والاقتصادية.

وقال رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، عمر الحصري، في منشور عبر منصة "اكس"، واطلعت عليه شفق نيوز أن "وصول هذه الرحلة يشكّل محطة مهمة في جهود الهيئة لإعادة تنشيط الربط الجوي بين سوريا والعالم".

وأشار إلى أن مطار حلب سيشهد في الأيام المقبلة مزيدًا من الرحلات المنتظمة، ضمن خطة لتوسيع شبكة الطيران المدني وتنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في البلاد.

ارتفاع في الحجوزات

من جانبه، قال محمد القادري، مدير شركة حجوزات في حلب لوكالة شفق نيوز، إن "إعادة تشغيل مطار حلب الدولي خطوة مفصلية بعد سنوات طويلة من التوقف، بالنسبة لنا كشركات حجوزات، هذا التطور سيُسهّل حركة آلاف المسافرين شهرياً، ويوفر عليهم الوقت والتكاليف العالية للتوجه إلى مطارات أخرى بعيدة مثل دمشق أو بيروت،".

وأضاف القادري: "ونتوقع مبدئياً أن ترتفع نسبة الحجوزات الجوية من وإلى حلب بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40% خلال الأشهر الستة الأولى، خاصة بين رجال الأعمال والطلاب والعائلات المقيمة في تركيا وأوروبا".

وأشار إلى أن هذه الرحلات ستُعيد ربط حلب بالأسواق الإقليمية وتنعش السياحة التجارية والطبية، معبراً عن أمله بأن تتوسع الوجهات قريباً لتشمل مدناً عربية وأوروبية أخرى.

أبعاد اقتصادية

إلى ذلك، يرى الخبير الاقتصادي سامي السلوم، للوكالة، أن "إعادة تشغيل الخطوط الجوية مع تركيا قد يفتح نافذة لإنعاش قطاع السياحة التجارية والطبية، ويُعيد بعض الحيوية للأسواق المحلية، شريطة تهيئة بيئة مناسبة وتشجيع التسهيلات الجمركية واللوجستية".

يأتي هذا التطور في وقت تحاول فيه حلب، التي كانت واحدة من أكبر المراكز الصناعية والتجارية في سوريا، استعادة بعض زخمها بعد سنوات من الحرب والحصار والدمار الكبير الذي طال أحياء واسعة من المدينة وبنيتها التحتية.

ويرى مراقبون أن إعادة تسيير الرحلات الجوية بين تركيا وسوريا عبر مطار حلب يحمل رسائل مزدوجة؛ فهو من جهة خطوة لتسهيل حركة المسافرين، ومن جهة أخرى مؤشر على تحولات في المشهد السياسي الإقليمي، خاصة مع محاولات التقارب المستمرة بين أنقرة ودمشق برعاية أطراف إقليمية.