شفق نيوز- أنقرة

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الاثنين، أن مرحلة جديدة من "الإصلاح والإعمار"، بدأت في سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع.

وقال أردوغان، خلال كلمته في افتتاح الاجتماع الـ41 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بمنظمة التعاون الإسلامي "كومسيك"، إن "أكثر من مليون سوري قتلوا على مدى 14 عاماً بسبب نظام البعث والتنظيمات الإرهابية".

وأضاف أن "المظالم التي حولت سوريا إلى بحيرة دماء انتهت، وبقيادة الرئيس أحمد الشرع، بدأت مرحلة الإصلاح والإعمار"، مبيناً أن "العقوبات التي تشكل عقبة خطيرة أمام التنمية الاقتصادية في سوريا تُرفع تدريجياً بفضل الجهود التركية".

وأشار أردوغان، إلى أن "أنقرة ستواصل تقديم الدعم للشعب السوري في شتى الأصعدة، وأن نهوض سوريا أحد أهم أولوياتنا"، مضيفاً أن "اليوم يبدأ برنامج دعم خاص لسوريا لتعزيز التنمية والاستقرار، وفتح صفحة جديدة من التعاون المشترك بين البلدين".

من جانبه، قال السفير التركي في سوريا نوح يلماز، إن "القضية الاستراتيجية الأولى بالنسبة لتركيا في الوقت الراهن هي سوريا، لأن استقرارها يعني استقرار المنطقة بأكملها، بينما عدم استقرارها يعني امتداد الحروب إلى الجوار".

وأوضح أن "جميع مؤسسات الدولة التركية تم حشدها لدعم جهود بناء الدولة وإرساء الاستقرار في سوريا"، لافتاً إلى أن "سوريا دولة ذات سيادة، وإذا طلبت المساعدة في بناء جيشها فنحن مستعدون لتقديمها".

كما كشف السفير التركي أن "هناك جنوداً سوريين يتلقون تدريبات في تركيا حالياً"، مبيناً أن "الهدف التركي هو استقرار سوريا ودمج القوى الوطنية لتجنب تقسيم البلاد وتهديد أمنها".

وفي تعليقه على المواقف التركية، قال المحلل السياسي مازن خلف، لوكالة شفق نيوز، إن "أنقرة باتت تدرك أن الملف السوري لم يعد أمنياً فقط، بل أصبح اقتصادياً واستراتيجياً، وأن الانخراط المباشر في دعم مؤسسات الدولة السورية يمنح تركيا دوراً محورياً في صياغة مستقبل المنطقة".

وحول انعكاس هذه التصريحات على ملف قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، أوضح خلف أن "أنقرة تسعى لترتيب علاقاتها مع دمشق بطريقة تتيح معالجة ملف قسد من خلال تفاهمات سياسية وأمنية، وليس عبر المواجهة المباشرة".

ولفت إلى أن "تركيا تراهن على أن تعزيز التنسيق مع الحكومة السورية الجديدة، سيفتح الباب أمام اتفاق أمني مشترك، ويضع هذا الملف في إطار وطني سوري موحد بدلاً من كونه نزاعاً".