شفق نيوز – غزة
مع دخول فصل الشتاء إلى قطاع غزة، تجتاح
المخيمات العشوائية أول موجة جوية تستمر ثلاثة أيام، لكنها جاءت "أقسى من
قدرة الخيام المهترئة على الصمود".
ووجد النازحون الذين يفترشون الأرض منذ أشهر،
أنفسهم أمام فصل جديد من المعاناة، في ظل غياب شبه كامل لوسائل الحماية من المطر
والبرد، وعدم توفر الخيام و"الشوادر" اللازمة لترميم ما تهدم بسبب
الحرب، فضلاً عن ارتفاع أسعارها وعدم دخولها بكميات كافية إلى القطاع.
وتحوّلت المخيمات المكشوفة، في ساعات قليلة من
بدء الأمطار الخفيفة، إلى برك من المياه اختلط فيها الطين مع ما تبقى من فراش
وأمتعة بسيطة.
ومع استمرار المنخفض الجوي، تتفاقم المخاوف لدى
العائلات التي لا تمتلك سوى بقايا خيام لا يمكنها تحمّل شتاء غزة القاسي.
ويصف محمود بهجة، أحد سكنة القطاع، اللحظات
الأولى لتساقط المطر قائلاً، "خلال خمس دقائق من هطول الأمطار غرق كل الخيام
لدينا، والخوف الأكبر مما سيحدث في الأيام المقبلة عند هطول الأمطار الغزيرة".
ويضيف بهجة، أن "العائلات حاولت تسجيل
أسمائها في مؤسسات إنسانية للحصول على أي نوع من المساعدة، لكن دون جدوى، سجّلنا
بعدة مؤسسات ولم نحصل على أي شيء، نعيش مأساة حقيقية، لم يعد لدينا ما نلبسه،
وفراشنا غرق بالكامل".
بدوره، يتحدث معتز موسى، وهو مواطن غزي لوكالة
شفق نيوز، عن خيمته التي غمرتها المياه، ويقول: "غرقت خيمتنا ولم نستطع إخراج
سوى القليل من أغراضنا، كمية الأمطار ليست كبيرة مقارنة بفصل الشتاء، لكن الخيام
رديئة جداً".
ويشير إلى أن أبرز مخاوفه تتعلق بطفله الصغير،
"أنا أعاني كثيراً، لا نمتلك سوى فراشين وسط هذه الظروف الصعبة".
"الخيمة تبرع.. لكنها لم تصمد"
وتروي غنى أبو تريا، وهي نازحة في غزة، أن
خيمتها امتلأت بالمياه وفقدوا كل ما بداخلها، قائلة إن "الخيمة التي نسكن
فيها غرقت وكل شيء تبلل، ساعدنا الأهالي على الخروج، والخيمة أساساً كانت تبرعاً
من منظمة خيرية، لكنها لم تعد صالحة للسكن".
ويصف محمد حناوي، أحد سكنة غزة، لوكالة شفق
نيوز، الوضع في القطاع بأنه كارثي.
ويقول، "نحتاج إلى إغاثة مستعجلة في هذا
الشتاء، كل الخيام أصبحت غير صالحة للعيش، والناس يبيتون في العراء مع أطفالهم
الصغار".
بدوره يقول ياسر معلا، النازح في غزة، والمصاب
في الحرب، أن موجة المطر الأخيرة سلبته ما تبقى لديه.
ويضيف، "لم يعد لدي أي شيء بعد هطول هذه
الأمطار، وضعنا صعب جداً مع بداية الشتاء، وتزداد معاناتي أكثر كوني مصاب حرب".
وفي ظل غياب مأوى آمن، واحتياجات تتزايد مع كل
ساعة من اشتداد المنخفض الجوي، يواجه النازحون في غزة واحدة من أقسى فصول الشتاء.
خيام ممزقة، فراش غارق بالمياه، أطفال بلا دفء،
ومصابو حرب بلا إمكانات، كلها مشاهد تتكرر في مخيمات لا تملك شيئاً سوى انتظار
إغاثة قد لا تأتي في الوقت المناسب.
فالشتاء هنا لا يحمل المطر فقط، بل يكشف جراحاً
لم تلتئم بعد في قطاع غزة رغم توقف حرب ضروس استمرت أكثر من سنتين.