شفق نيوز- طهران

كشف إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، عن وجود "اختراق استخباراتي" وراء تسريب معلومات حساسة عن مواقع القادة العسكريين الإيرانيين خلال الحرب الأخيرة مع اسرائيل، واصفاً ذلك بأنه "أخطر نقاط ضعف الحرب".

كما أشار إلى أن العنصر البشري لا التقنيات هو من سرّب المعلومات.

وفي مقابلة مع صحيفة اعتماد الإيرانية، وترجمتها وكالة شفق نيوز، قال جهانغيري، وهو قيادي في التيار الإصلاحي: "برأيي، أهم نقطة ضعف في الحرب التي استمرت 12 يوماً، كانت ضعف المنظومة الاستخبارية، واختراقها من قبل أجهزة التجسس. أقول هذا بدقة حتى لا يتم تضليل الجهات المعنية بالتحقيق".

وأضاف: "صحيح أن هناك من بين المهاجرين من قد يكون عميلاً ميدانياً، ولكن من الخطأ اختزال الأزمة في هذا الجانب فقط، أو اتهام منصات التواصل الاجتماعي بأنها مصدر الاختراق. نعم قد تكون مؤثرة، لكن جوهر المشكلة يكمن في مكان آخر".

ورداً على ما إذا كانت وسائل الاتصال الحديثة هي السبب، قال جهانغيري: "لا أعتقد أن أعضاء المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أُبلغوا بموعد ومكان الاجتماع عبر واتساب. لا بد أن هناك من داخل الدائرة الأمنية لديه علم دقيق بالزمان والمكان. كيف عُرف أن القادة كانوا في هذا المبنى في تلك الساعة؟ ومن كان على دراية بأنهم تحركوا بين عدة مواقع في الليلة نفسها؟".

وتابع: "حتى لو كان لدى بعض مسؤولي الدولة هواتف ذكية، فأنا واثق أن القادة العسكريين لا يستخدمونها. كنت خلال فترة عملي كنائب أول للرئيس على صداقة شخصية مع معظم القادة، وأعلم ذلك جيداً".

وشدّد جهانغيري على أن الحرب الأخيرة لم تكن فقط حرب تكنولوجيا، بل "العنصر البشري في المستويات العليا هو من لعب الدور الحاسم، وهو أيضاً من سرّب المعلومات"، في إشارة ضمنية إلى وجود جواسيس داخل الصفوف القيادية.

في 13 حزيران/يونيو 2025، نفّذت إسرائيل هجوماً جوياً واسع النطاق استهدف مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، ضمن ما وصفته بـ"ضربة استباقية" لشلّ قدرات طهران.

 الضربات طالت مبانٍ سرية تضم مساكن واجتماعات لقيادات الحرس الثوري، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة، بينهم اللواء حسين سلامي، قائد الحرس، واللواء أمير علي حجازي، رئيس القوة الجوفضائية، إضافة إلى اللواء محمد باقري، رئيس الأركان، ومسؤولين بارزين في الاستخبارات والدفاعات الجوية.

كما شملت الضربة قادة في وحدات المسيّرات وعلماء في البرنامج النووي. وتزامن الهجوم مع تعطّل الدفاعات الجوية، ما كشف عن اختراق استخباراتي عميق أثار جدلاً واسعاً في إيران بشأن الثغرات الأمنية داخل منظومة القيادة العليا.