شفق نيوز – غزة
لم يغّير توقّف الحرب في
قطاع غزة، من حال الشاب إياد رجب الطواشي أحد مصابي الحرب من سكنة القطاع، حيث
يواجه هو والآلاف غيره من الجرحى والمصابين معاناة قاسية في ظل تدهور المنظومة الصحية
وعجز المستشفيات المحلية عن تقديم الرعاية الطبية اللازمة، فيما تتزايد الحاجة إلى
تحويل الحالات الخطيرة للعلاج في الخارج.
وتعرّض الطواشي للإصابة في
شهر آب – أغسطس الماضي، عندما اخترقت رصاصة مفصل قدمه قبل إسعافه إلى اقرب مستشفى،
لينتقل منها إلى مستشفى أخرى بانتظار تماثله للشفاء التام.
ويروي الطواشي، تفاصيل
إصابته لوكالة شفق نيوز قائلاً، "في تاريخ 12 آب 2025، كنت متوجهاً إلى معبر
زكيم لإحضار مواد غذائية للمنزل بعد نفادها، لكنني فجأة أصبت برصاصة في مفصل قدمي".
ويضيف، "تم إسعافي
إلى مستشفى الشفاء حيث بقيت نحو 50 يوماً، ومنذ ثمانية أيام نُقلت إلى مستشفى
شهداء الأقصى، إلا أنني لم أجد حتى الآن مستشفى يملك الكفاءة اللازمة لعلاجي أو
لتركيب مفصل لقدمي".
ويشير الطواشي إلى أن
علاجه متوفر فقط في الخارج، بسبب تردي الوضع الصحي في القطاع جرّاء الحرب، لكنه لا
يتمكن من السفر.
ويضيف بأسى، "أتمنى
أن أعود للمشي مجدداً، فأنا المعيل الوحيد لأسرتي، ولدي ثلاثة أطفال، نعتمد على
المساعدات فقط في ظل غياب أي مصدر دخل".
ويشكو الشاب من حرمانه
من الحصول على كرسي متحرك على الرغم من حاجته إليه، قائلاً إن "منظمة الصحة
العالمية وفرت الكراسي للمعاقين لكنها وضعت معايير صعبة، إذ تُمنح فقط للمصابين
بالشلل النصفي أو مبتوري الأطراف، بينما أعاني أنا من شلل في قدمي يمنعني حتى من
الذهاب لقضاء الحاجة، ومع ذلك لا تشملني هذه المساعدة البسيطة".
ولا تختلف معاناة الشاب إياد
عن معاناة الآلاف من الجرحى الذين يواجهون مصيراً غامضاً في ظل نقص الأدوية
والمستلزمات الطبية وغياب القدرة على السفر لتلقي العلاج، ما يجعل من الملف الصحي
في غزة أحد أبرز التحديات الإنسانية بعد الحرب.