شفق نيوز- الشرق الأوسط

أكد مسؤول إسرائيلي رفيع، اليوم الأربعاء، أن المفاوضات بين إسرائيل وسوريا ما تزال مستمرة وتشهد تقدماً ملموساً نحو التوصل إلى تفاهم جديد يتضمن تعديلات على اتفاق فصل القوات الموقّع عام 1974.

وقال المسؤول، في تصريحات صحفية تابعتها وكالة شفق نيوز، إن "تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة والجانب السوري بأنها لا تدعم أي دعوات انفصالية داخل سوريا"، نافياً بشكل قاطع تقديم أي "دعم لشيخ عقل طائفة الدروز حكمت الهجري أو لأي جهة في محافظة السويداء، وذلك على خلفية تزايد الاستياء الأميركي من التطورات الأخيرة في الجنوب السوري".

وأضاف أن "المفاوضات دخلت مراحلها النهائية"، مشيراً إلى أن "واشنطن طرحت خطة تنص على أن يكون الممر الإنساني من دمشق حصراً، في إطار تصورها للاتفاق الأمني الجديد".

وأشار المسؤول، إلى أن "فكرة إنشاء ممر إنساني بين إسرائيل والسويداء غير مطروحة على الإطلاق"، مبيناً أن "الاتفاق المتبلور يشبه في خطوطه العامة اتفاق فصل القوات لعام 1974، لكنه يتضمن تعديلات محدودة تشمل تواجداً مشتركاً سورياً–إسرائيلياً–أميركياً في بعض النقاط الحساسة، ولا سيما منطقة جبل الشيخ".

وتابع قائلاً إن الحكومة السورية تعهدت لواشنطن بعدم المساس بالطائفة الدرزية، وضمان تزويد محافظة السويداء بالخدمات والرواتب والوظائف، في حين نقلت الإدارة الأميركية إلى تل أبيب رغبتها في إغلاق ملف الجنوب السوري وإنهاء الترتيبات الأمنية مع دمشق قبل مطلع العام المقبل.

وبحسب المسؤول، فقد تم الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية ثلاثية سورية–أميركية–إسرائيلية لمتابعة التطورات الميدانية والأمنية على الحدود بين البلدين.

وكانت أربعة مصادر مطلعة قد ذكرت في أيلول/سبتمبر الماضي أن المفاوضات تعثرت في اللحظات الأخيرة بسبب مطالب إسرائيلية بفتح ممر إنساني نحو السويداء، وفق ما نقلته رويترز.

يُذكر أن الجانبين عقدا خلال الأشهر الماضية عدة جولات تفاوضية في باكو وباريس ولندن، برعاية أميركية، في محاولة للتوصل إلى تفاهم أمني شامل يخفف من التوترات على الحدود السورية–الإسرائيلية.

وفي وقت سابق، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع استمرار المحادثات مع إسرائيل، معرباً عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريب.

ومنذ سقوط النظام السابق في كانون الأول/ديسمبر الماضي، كثّفت إسرائيل هجماتها الجوية والبرية داخل الأراضي السورية، كما توغلت قواتها في بعض مناطق الجنوب ضمن نطاق المنطقة المنزوعة السلاح المقررة بموجب اتفاق عام 1974.