فق
نيوز- الرياض
حذر
رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، تركي الفيصل، مساء اليوم الاثنين، من تعرض
الأمن الخليجي للخطر من قبل "دولة منبوذة" في أعقاب الهجوم الإسرائيلي
الأخير على قطر.
وجاء
ذلك في كلمة للفيصل خلال حفل عشاء "عميد السفراء" بمناسبة اليوبيل
الذهبي لصحيفة "Arab News" في قصر الثقافة بالحي الدبلوماسي في العاصمة
السعودية الرياض.
وقال
السفير السعودي الأسبق لدى الولايات المتحدة وبريطانيا، إن "منطقة الخليج
تشهد اليوم هجوماً غادراً وعدوانياً من قبل إسرائيل على سيادة قطر. هذا الهجوم هو
تذكير لجميع دول الخليج بأن أمنها المشترك تحت التهديد من قبل دولة منبوذة لا تولي
أي اعتبار لأي قانون أو قاعدة تحكم العلاقات الدولية".
واعتبر
هذا الهجوم "بمثابة فتح للعيون للتساؤل حول مصداقية وموثوقية التحالفات عندما
تأتي التهديدات من إسرائيل. وهذا يملي على دولنا إعادة التفكير في طبيعة التهديدات
وإعادة بناء سياساتها الإستراتيجية لحماية أمنها بكل الوسائل لمواجهة مثل هذه
التهديدات".
وشدد
الفيصل: "يجب ألا تُمنح إسرائيل حرية التصرف".
كما
تناول الأمير السعودي في كلمته عملية السلام الإسرائيلية-الفلسطينية ودور المجتمع
الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، موضحاً: "أعتقد أنه لا توجد منطقة في عالمنا
شعرت بتأثير حالة عدم اليقين الدولية أكثر من منطقة الشرق الأوسط الأوسع".
وأردف:
"من هو المسؤول عن هذا الوضع المستمر هو سؤال مفتوح. ومع ذلك، بينما تتحمل
دول وقادة المنطقة مسؤولية، تتحمل الولايات المتحدة الحصة الأكبر من هذه
المسؤولية".
واستطرد:
"نرى الولايات المتحدة تتخلى عن دور الوسيط النزيه إلى دور الحليف القوي
لإسرائيل. إن المعايير المزدوجة الصارخة التي تمارسها الولايات المتحدة في التعامل
مع الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وحربها الأخيرة التي تحمل طابع الإبادة الجماعية
على غزة والضفة الغربية يشهدها بوضوح ليس فقط العرب بل جميع شعوب العالم".
وأكمل:
"لكي يكون الرئيس دونالد ترامب صانع سلام، كما يريد أن يكون، يجب عليه تصحيح
الأخطاء السابقة التي ارتكبتها الولايات المتحدة تجاه سلام وأمن أصدقائها
وحلفائها".
ورحب
الأمير تركي بالتقدم الأخير الذي تم إحرازه نحو تحقيق حل الدولتين، حيث أدى الدفع
الدبلوماسي من قبل المملكة العربية السعودية وفرنسا إلى سلسلة من الاعترافات
بالدولة الفلسطينية من قبل قوى غربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع
الماضي.
ورد
الأمير تركي الفيصل على الاتهامات التي وجهتها الحكومة الإسرائيلية ومؤيدوها بأن
الاعتراف هو مكافأة لحماس وهجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، قائلاً: "من
بين العديد من المغالطات التي تواجهها المملكة العربية السعودية وفرنسا وجميع
الدول التي اعترفت بفلسطين كدولة هو أن هذا مكافأة لحماس. يا له من تأكيد خادع
وشرير لإنكار حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في دولته الخاصة".
وأشار
إلى ان "الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي لفلسطين الذي دام 80 عاماً وإنكار حق
الشعب الفلسطيني في تقرير المصير هو ما يكافئ حماس والجماعات المماثلة الأخرى.
فبدون الاحتلال، لن تكون هناك مقاومة له".