شفق نيوز- أنقرة/ بغداد
طالب قيادي في حزب العمال الكوردستاني، يوم الأحد، بالإفراج عن الزعيم التاريخي عبد الله أوجلان لنجاح عملية السلام مع أنقرة، وذلك على هامش حفل أعلن فيه الحزب سحب جميع قواته من تركيا إلى الأراضي العراقية.
وذكر دفريم بالو، القيادي في منطقة قنديل لوكالة "فرانس برس" إن "حرية (أوجلان) الكاملة ضرورية جداً (...) لتقدم هذه العملية بفاعلية أكبر".
واليوم، أعلن حزب العمال الكوردستاني، سحب جميع قواته من تركيا إلى الأراضي العراقية، ودعا أنقرة إلى المضي قدماً في الإجراءات القانونية اللازمة لحماية عملية السلام.
وجرت عملية الانسحاب في مراسم شارك فيها 25 مقاتلاً بينهم 3 قياديين انتقلوا من تركيا إلى الأراضي العراقية، وقفوا أمام لافتتين ضخمتين تحملان صورة لأوجلان البالغ 76 عاماً، وفق مراسل وكالة "فرانس برس".
بالمقابل، أشادت تركيا، بعملية الانسحاب، حيث قال عمر جيليك المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه الرئيس رجب طيب أردوغان: "مع التطورات التي حصلت اليوم، فإن قرار حزب العمال الكوردستاني بالانسحاب من تركيا والإعلان عن خطوات جديدة نحو عملية نزع السلاح هما نتيجتان ملموستان للتقدم الذي تم إحرازه".
أما من الجانب العراقي، فقد حذّرت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب من تداعيات انسحاب عناصر حزب العمال الكوردستاني من تركيا إلى داخل الأراضي العراقية، معتبرة أن الخطوة تمثل تهديداً للأمن القومي وقد تجرّ العراق إلى صراعات إقليمية معقدة، داعية حكومة محمد شياع السوداني إلى التحرك العاجل لمعالجة الملف.
وأعلن حزب العمال الكوردستاني حلّ نفسه في أيار/مايو 2024، استجابةً لدعوة مؤسسه عبد الله أوجلان، بعد أكثر من أربعة عقود من القتال ضد القوات التركية، خلّف نحو 50 ألف قتيل، وذلك عقب محادثات مع السلطات التركية جرت عبر حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في تشرين الأول/أكتوبر 2024.
وفي تموز/يوليو الماضي، نظّم مقاتلو الحزب مراسم لإلقاء السلاح في السليمانية، حيث أحرق 30 مقاتلاً، بينهم أربعة قياديين، أسلحتهم في خطوة وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها "مهمة نحو تركيا خالية من الإرهاب".
وتعمل لجنة برلمانية تركية حالياً على وضع الإطار القانوني لعملية السلام، بما يشمل انتقال الحزب إلى العمل السياسي وتحديد مصير أوجلان المسجون منذ عام 1999، في وقت تترقب فيه الأوساط الكوردية لقاءً مرتقباً بين وفد من حزب المساواة والرئيس أردوغان، تمهيداً لمحادثات جديدة حول إطلاق سراح أوجلان وإطلاق عملية سياسية تتيح تسوية شاملة للقضية الكوردية في تركيا.