شفق نيوز- باريس

كشفت مجلة Intelligence Online الفرنسية، يوم الأربعاء، أن الأمم المتحدة تتحضر لاختيار مبعوث خاص جديد إلى سوريا، حيث يجري تداول اسم دبلوماسي مصري كمرشح محتمل لهذا المنصب، وذلك عقب إعلان المبعوث النرويجي غير بيدرسون استقالته في 18 أيلول/سبتمبر الماضي بعد ست سنوات من توليه المهمة منذ مطلع 2019.

ويُعتبر قرار بيدرسون بالتنحي محطة جديدة في مسار تعاقب المبعوثين الأمميين إلى سوريا، إذ لم يتمكن أيٌّ منهم من تحقيق اختراق جوهري في مسار التسوية السياسية.

وأوضح بيدرسون أمام مجلس الأمن، أنه "قرر مغادرة منصبه لأسباب شخصية"، مشيراً إلى أنه "كان ينوي ذلك منذ فترة، غير أن التغيرات الاستثنائية في سوريا وفتح فصل جديد، دفعاه للاستمرار خلال الأشهر الأولى من المرحلة الانتقالية".

ووصف بيدرسون، تلك الفترة بأنها "شرف ومسؤولية، سمحت له بتوجيه جهود الأمم المتحدة نحو التغيير التاريخي الجاري في البلاد".

وفي كلمته الوداعية، دعا بيدرسون المجتمع الدولي إلى "الوقوف بحزم إلى جانب سوريا ودعم المرحلة الانتقالية"، محذراً في الوقت نفسه "من التدخلات الأجنبية"، كما أكد، أن "الفشل في هذا المسار قد تكون له عواقب وخيمة، لاسيما وأن سوريا اليوم تعيش فجرًا جديدًا يتطلب مفاوضات جدية وتسويات شجاعة".

وبحسب بيدرسون، فإن "السلطات الانتقالية تواجه إرثاً ثقيلاً من الحرب والاستبداد، لا يقتصر على أنقاض المباني، بل يمتد ليشمل النسيج الاجتماعي والاقتصاد المنهك"، داعيا إلى "توفير دعم مادي دولي واسع النطاق يتناسب مع الطموحات السورية، يشمل تحفيز القطاع الخاص، وتخفيف العقوبات، إضافة إلى تقديم مساعدات عاجلة لضمان نجاح عملية الانتقال السياسي".

وطوال سنوات عمله، قاد بيدرسون الجهود لتفعيل القرار 2254 ورعاية اجتماعات اللجنة الدستورية منذ 2019، كما حافظ على قنوات الاتصال مع الحكومة والمعارضة والدول المؤثرة سعياً وراء تسوية شاملة. 

وبعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، دعا بيدرسون إلى "فتح فصل جديد من السلام والمصالحة"، مؤكداً "ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم".

وفي الشهر نفسه، زار دمشق والتقى الرئيس أحمد الشرع، حيث اتفق الطرفان على مراجعة القرار 2254 بما يتناسب مع الواقع الجديد، كما أعرب بيدرسون عن أمله "في رفع العقوبات وتسريع وصول المساعدات لدعم الانتقال السياسي".

وأختتم بيدرسون مهامه تاركاً وراءه إرثاً معقداً من الوساطة الأممية، فقد واجه صعوبات هائلة خلال سنوات الحرب، لكنه تمكن من تثبيت الملف السوري على أجندة المجتمع الدولي، إضافة إلى تمهيد الطريق نحو مرحلة سياسية جديدة، ولو عبر جهود تراكمية لم تحقق اختراقاً حاسماً.