شفق نيوز- دمشق
تشهد الجامعات السورية حراكاً أكاديمياً متزايداً على صعيد التعاون الإقليمي والدولي، بهدف تعزيز مكانتها العلمية وتوسيع مجالات البحث والتبادل المعرفي مع الجامعات في الدول المجاورة، مع التأكيد على توقيع عدة اتفاقيات مع الدول العربية، وخاصة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية وجامعاتها.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور مروان الراعي، مدير مكتب التصنيف في جامعة دمشق، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن "التعاون بين الجامعات السورية ونظيراتها في الدول المجاورة يشهد تقدماً ملموساً من خلال اتفاقيات شراكة علمية وبحثية ومؤتمرات مشتركة، مما يسهم في رفع مستوى الاعتمادية الأكاديمية وتعزيز جودة التعليم العالي في سوريا".
وأوضح أن "التعاون الأكاديمي كبير مع الجانب الأردني من خلال المؤتمرات المشتركة وعمليات الاعتمادية المتبادلة بين الجامعات السورية والأردنية".
كما لفت إلى أن "هناك اتفاقيات عديدة تربط الجامعات السورية مع عدد من الدول المجاورة، مثل العراق وتركيا ولبنان، إلى جانب التعاون مع المراكز البحثية في المنطقة".
وتابع الراعي: "لدينا اليوم أكثر من عشرة آلاف طالب عربي وأجنبي في مراحل الإجازة والماجستير والدكتوراه، يمثلون أكثر من ستٍ وثلاثين جنسية مختلفة، ويشكّلون مع طلابنا السوريين لوحةً علميةً وثقافيةً متكاملةً تعكس الانفتاح والتنوع الذي تتميز به الجامعة".
وأكمل أنه "تم إبرام أكثر من مئة اتفاقية تعاون علمي وبحثي مع جامعات ومؤسسات أكاديمية في الدول العربية، تركز معظمها على تبادل الخبرات، والإشراف المشترك على الأبحاث، وتقديم المنح الدراسية، مما يعزز من حضور الجامعة على المستويين العالمي والإقليمي".
وأضاف أن "نسبة المشاركة في الأبحاث العلمية الدولية قد بلغت أكثر من 75% من مجمل الأبحاث المنشورة خارجياً، وهو مؤشر واضح على حيوية النشاط البحثي في الجامعة وعلى عمق الشراكات العلمية مع المراكز البحثية العالمية".
وأكد الراعي أن "للاتفاقيات الموقعة مع الجامعات العراقية دور مهم في اعتماد جامعة دمشق من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية، لتكون الجامعة السورية الوحيدة المعترف بها رسمياً في العراق نتيجة هذا التعاون".
ورأى أن "هناك حرية واسعة تُمنح للجامعات الحكومية السورية في توقيع الاتفاقيات الأكاديمية والعلمية مع نظرائها في الدول المجاورة، مما ساهم في تفعيل برامج التبادل العلمي والبحثي".
وبيّن الراعي أن "من أبرز التحديات التي تواجه تنفيذ هذه الاتفاقيات هو عزوف الطلبة من الدول المجاورة عن الدراسة في سوريا لفترات طويلة، في حين يتزايد توجه الطلبة السوريين إلى جامعات الدول المجاورة".
كما أشار إلى أن "هناك دعوات متكررة للأساتذة السوريين للمشاركة في تحكيم رسائل الدكتوراه في العراق والأردن، إضافة إلى إعارة عدد كبير من الأساتذة السوريين إلى الجامعات العراقية، وهو ما اعتبره جانباً إيجابياً يعكس الطلب على الكفاءات الأكاديمية السورية، وإن كان يترك أثراً سلبياً على واقع التعليم العالي في سوريا".
ونوّه الراعي إلى أن "جامعة دمشق تتمتع باعتمادية رسمية في العراق، وهناك ست جامعات سورية معتمدة في الأردن، إلى جانب اعتمادية مؤقتة في تركيا ولبنان".
وأكد أن "تسهيل الاعتراف بالشهادات يرتبط مباشرة بموضوع الاعتمادية، موضحاً أن وجود جامعة دمشق في أدلة وزارة التعليم العالي العراقية يجعل من الاعتراف بشهاداتها أمراً سهلاً مقارنة ببقية الجامعات السورية".