شفق نيوز- دمشق

أعلنت وزارة السياحة السورية، يوم السبت، أن البلاد على أعتاب نقلة نوعية في مختلف أنواع السياحة لتكون مقصداً عالمياً، في وقت يرى باحثون في الاقتصاد السياحي أن هذا القطاع يعتمد على منظومة متكاملة يؤثر عليها الانفتاح السياسي وتقديم تسهيلات في منح التأشيرات للأجانب.

وقال رئيس دائرة العلاقات العامة والإعلام في الوزارة، عبد الله حلاق، لوكالة شفق نيوز، إن "هذا العام شهد عودة واسعة لأبناء الوطن المغتربين والمهجرين، إذ دخل ما يقارب خمسة ملايين شخص إلى سوريا بعد سنوات من الهجرة والنزوح، معظمهم من المواطنين السوريين، إلى جانب موظفي المنظمات الإنسانية والسفارات".

وأوضح حلاق، أن "وزارة السياحة تستعد لإطلاق مشاريع فندقية جديدة خلال الأيام المقبلة، تتراوح بين فنادق خمس نجوم وأخرى متوسطة، ما ستشكل دفعة إيجابية لواقع السياحة في البلاد، خصوصاً وأن هذه المشاريع ليست صغيرة بل متوسطة وكبيرة، وستترك أثراً ملموساً على القطاع السياحي".

وأشار إلى أن "سوريا تعتبر سلة استثمار حقيقية بفضل تنوع مواردها ومقوماتها، إذ تمتلك كل محافظة خصوصيتها السياحية، فيما ستشهد محافظة إدلب أيضاً فرصاً استثمارية ومشاريع نوعية في المرحلة المقبلة".

وحول واقع السياحة الحالية، لفت حلاق إلى أن "السياحة الشعبية هي الأكثر حضوراً اليوم، خصوصاً في الساحل السوري الذي يشهد امتلاءً كاملاً في الفنادق خلال مواسم العطل".

وأكد أن "سوريا مقبلة على تطوير أنواع أخرى مثل السياحة العلاجية والدينية، الأمر الذي سيحدث نقلة نوعية ويجعل البلاد مقصداً سياحياً عالمياً".

أما عن الإحصائيات، فقد بيّن حلاق أنه "لا توجد حتى الآن بيانات دقيقة عن أعداد السياح، لكن معظم الداخلين إلى سوريا هم مغتربون أو عائدون، وليسوا سياحاً بالمعنى التقليدي".

من جهته، قال الباحث في الاقتصاد السياحي، مازن العلي، إن "إطلاق مشاريع فندقية جديدة في سوريا يعد مؤشراً إيجابياً، لكن يبقى التحدي الحقيقي في القدرة على جذب الاستثمارات الخاصة، وتأمين بيئة آمنة للمستثمرين، إذ إن السياحة ليست مجرد فنادق، بل منظومة متكاملة من خدمات النقل والاتصالات والبنية التحتية والترويج الخارجي".

وأضاف العلي لوكالة شفق نيوز، أنه "إذا تم استثمار السياحة الشعبية الحالية، وتوسيعها لتشمل السياحة العلاجية والدينية، فقد نشهد خلال خمس سنوات فقط تضاعفاً في عائدات السياحة، خاصة إذا ترافقت مع انفتاح سياسي وتسهيلات في منح التأشيرات للسياح الأجانب".