شفق نيوز/ على الرغم من مضي نحو خمسة أشهر على سقوط نظام بشار الأسد، المتهم الأول بتهريب المخدرات إلى دور الجوار السوري، إلا أن هذه الممنوعات ما زالت تجد طريقها عبر الحدود وخصوصاً الأردنية منها.

وتشهد الحدود الأردنية الشمالية بشكل مستمر محاولات متكررة لتهريب المخدرات من الأراضي السورية، على الرغم من سقوط نظام بشار الأسد، الذي كان متّهماً برعاية تلك العمليات عبر ميليشيات وشبكات تهريب منظمة، وفقاً لتقرير نشره موقع "إرم نيوز".

وفي الأسبوع الماضي، أعلن الجيش الأردني إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من سوريا، مشيراً إلى أن قواته اشتبكت مع مجموعة من المهربين، وأصابت عدداً منهم.

كما كشف بيان الجيش عن إفشال محاولتين منفصلتين للتسلل، الأولى عبر الحدود البرية، والثانية عبر سد الوحدة من خلال قاربين دخلا بطريقة غير مشروعة.

في هذا السياق، قال عضو لجنتي الحريات والقانون في مجلس الأعيان الأردني، عمار القضاة، بحسب التقرير الذي اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، إن "تهريب المخدرات ما زال مستمراً رغم انهيار النظام السابق"، موضحاً أن "السلطات الجديدة في سوريا فككت العديد من الشبكات، لكن النشاط لم يتوقف، بل ما يزال يجري بكميات كبيرة تستهدف التصدير نحو دول الجوار".

وأضاف القضاة، أن الانقطاع المؤقت لتهريب المخدرات في الفترة الأولى من التغيير السياسي داخل سوريا أدى إلى احتكارها من قبل تجار، وهو ما انعكس في تنوّع أساليب التهريب، سواء عبر التسلل البري التقليدي، أو باستخدام الطائرات المسيّرة التي تحمل أوزاناً تصل إلى 50 كيلوغراماً من المواد المخدرة.

وأشار إلى أن الجيش الأردني يفرض سيطرته التامة على الحدود، إلا أن التحديات تكمن في الجانب السوري، لا سيما مع التوترات المستمرة في جنوب سوريا، وهو ما منح العصابات مساحة لإعادة التموضع ومواصلة نشاطها.

من جانبه، رأى الباحث في الشأن السوري حسن جابر أن استمرار محاولات تهريب المخدرات يعكس عمق الإشكالية التي خلّفها النظام السوري السابق، الذي أنشأ شبكة جريمة منظمة تتمتع بإمكانات هائلة ومستودعات ضخمة.

وأوضح أن بقايا هذه الشبكات ما تزال ناشطة، خصوصاً في بادية السويداء والريف الشرقي لمحافظة درعا، مشيراً إلى أن تصاعد الاشتباكات في الجنوب السوري، خاصة تلك المتعلقة بالقضية الدرزية، أدى إلى انشغال السلطات الجديدة عن ملاحقة شبكات التهريب.

وأكد جابر أن إنهاء التدخل الإسرائيلي وسيطرة النظام السوري الجديد على الجنوب قد يشكلان دافعاً قوياً لضبط الحدود، بما يخدم مصالح الطرفين، مشدداً على أن التعاون الأمني بين عمان ودمشق أولوية بعد سنوات من نشاط تهريب المخدرات والأسلحة.

وكان التلفزيون الرسمي السوري قد أفاد، الخميس الماضي، بأن الجيش الأردني عبر الحدود إلى داخل الأراضي السورية غربي درعا، واعتقل شخصين قرب قرية كويا، كما نفّذ عمليات تفتيش ميدانية في المنطقة.

وفي أعقاب سقوط نظام الأسد، أعلنت السلطات الجديدة عن العثور على كميات ضخمة من المواد المخدرة، إضافة إلى معامل تصنيع ومستودعات داخل مقار أمنية وعسكرية تابعة للنظام السابق.

وفي خطوة إقليمية لمكافحة هذا التهديد، اتفق وزراء داخلية الأردن وسوريا والعراق ولبنان، في اجتماع عقد منتصف شباط/ فبراير الماضي في عمان، على تشكيل "خلية اتصال مشتركة" لتعزيز التعاون في مواجهة تهريب المخدرات عبر الحدود المشتركة.