شفق نيوز/ أمر رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، يوم الخميس، بإطلاق سلسلة مناورات عسكرية في البلاد، لم تكن مدرجة ضمن الجدول السنوي المقرر للقوات المسلحة، في خطوة تصعيدية جديدة تأتي على وقع تصاعد التوترات الأمنية بين إيران والولايات المتحدة.
وقال اللواء باقري، إن "الهدف من هذه المناورات هو تعزيز القدرات الدفاعية والردعية للقوات المسلحة وتقييم جاهزيتها"، مشيراً إلى أن المناورات ستركّز "على تحركات العدو وتخطيطه."
وأضاف أن "هناك تغييراً في الجدول السنوي للقوات المسلحة"، وأن المناورات ستنطلق في عدة مناطق داخل البلاد.
ويأتي هذا الإعلان بعد سلسلة مؤشرات على تصعيد أمني متسارع بين واشنطن وطهران، في أعقاب تعثر المفاوضات النووية الأخيرة، وتبادل الطرفين إشارات وتهديدات متزايدة.
وكان وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده قد صرّح في وقت سابق بأن بلاده "ستضرب القواعد الأميركية في المنطقة إذا اندلعت مواجهة مع واشنطن."
وفي المقابل، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأربعاء، في تصريحات خاصة لوكالة شفق نيوز، أنها أذنت بالمغادرة الطوعية لعائلات العسكريين الأميركيين من مواقع عدة في نطاق عمليات القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، والتي تشمل العراق ودولاً أخرى في الشرق الأوسط.
وفي السياق ذاته، أعلنت السفارة الأميركية في بغداد، ي أنها قررت تقليص عدد موظفيها في العراق، مؤكدة أن القرار يندرج ضمن إجراءات شاملة في المنطقة للحفاظ على سلامة الأميركيين.
وقال متحدث باسم السفارة لوكالة شفق نيوز: "الرئيس ترامب ملتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها. وانطلاقًا من هذا الالتزام، نقوم بتقييم الوضع المناسب باستمرار للموظفين في جميع سفاراتنا. واستنادًا إلى آخر تقييم لدينا، قررنا تقليل حجم وجود بعثتنا في العراق."
جاء ذلك بعد أنباء عن أن السفارة الأميركية في بغداد تستعد لعملية إخلاء رسمي، في ظل ما وصفته وسائل إعلام غربية بـ "تصاعد المخاطر الأمنية."
من جانبها، سعت الحكومة العراقية إلى طمأنة الرأي العام والمجتمع الدولي، إذ قال مسؤول حكومي عراقي لوكالة شفق نيوز إن "الإجراءات الأميركية لا تقتصر على العراق فقط، بل تشمل بلداناً أخرى في المنطقة." وأضاف المسؤول: "نؤكد أن هذه الخطوات تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأميركي في عدد من بلدان الشرق الأوسط، ولا تخص العراق فقط، إذ لم يسجل لدى الجانب العراقي أي مؤشر أمني يستدعي هذا الإخلاء."
وتابع: "نجدد التأكيد على أن كل المؤشرات والإيجازات الأمنية تدعم تصاعد قراءات الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي، وأن جميع البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية العاملة في العراق، تتمتع بأوسع مديات العمل الآمن وحرية التواصل والفاعلية، بمختلف النشاطات وعلى مستوى جميع أنحاء العراق، وليس في العاصمة بغداد فقط."