شفق نيوز- دمشق

أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، يوم الخميس، تنفيذ وتقديم المشورة والمساعدة في أكثر من 22 عملية أمنية ضد تنظيم داعش في سوريا خلال الشهر الماضي، بالتعاون مع شركاء محليين.

وقالت القيادة، في بيان اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، إن "الدعم الذي قدمته أسهم في تقليص قدرة التنظيم على تنفيذ عملياته داخل سوريا وخارجها، ومنع تمدد نشاطه إلى مناطق أخرى حول العالم".

وأوضحت أن "قوة المهام المشتركة عملية العزم الصلب (CJTF-OIR) نفذت العمليات بالتنسيق مع شركاء سوريين خلال الفترة الممتدة من 1 تشرين الأول/ أكتوبر حتى 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، ما أدى إلى مقتل خمسة عناصر من التنظيم واعتقال 19 آخرين".

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، إن "هذه النجاحات تمثل إنجازاً بارزاً في مواجهة تهديد تنظيم داعش في سوريا"، مؤكداً أن "الولايات المتحدة ستواصل ملاحقة فلول التنظيم بشراسة بالتعاون مع التحالف الدولي، لضمان استمرار المكاسب الأمنية ومنع التنظيم من إعادة بناء قدراته أو تصدير هجماته إلى الخارج".

وأضاف كوبر أن "واشنطن ستستمر في دعم التحالف وجميع الدول الملتزمة بإعادة مواطنيها إلى أوطانهم"، في إشارة إلى الجهود الخاصة بمعالجة ملفات المحتجزين وأسر مقاتلي التنظيم.

وفي السياق ذاته، ذكرت القيادة المركزية أن عدد النازحين في مخيمي (الهول) و(الروج) اللذين يضمان عائلات مقاتلي التنظيم، "انخفض من 70 ألف شخص عام 2019 إلى نحو 30 ألفاً فقط حالياً"، معتبرة أن "هذا التراجع يسهم في تقليص فرص التأثير المتطرف، خصوصاً بين النساء والأطفال".

وأشارت القيادة إلى أن "عمليات التحالف الدولي منذ عام 2019 تركزت على استقرار المناطق المحررة وإعادة إعمارها، إلى جانب مواصلة الجهود الأمنية والاستخباراتية لاستئصال الخلايا النائمة".

وفي إطار تلك الجهود، نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالتنسيق الميداني مع قوات التحالف، عملية نوعية داخل مخيم (الهول)، أُلقي خلالها القبض على القيادي في تنظيم الدولة بهاء مسيري الملقب بـ"أبو عبد الرحمن"، وهو عراقي الجنسية.

وأوضحت “قسد” في بيان صدر في 8 تشرين الثاني أن العملية جاءت بعد اختراق استخباراتي دقيق لبنى التنظيم وخلاياه المتخفية داخل المخيم، ضمن الحرب المستمرة ضد الإرهاب ومحاولات التنظيم إعادة بناء شبكاته.

وفي تطور سياسي متصل، أعلنت سوريا انضمامها رسمياً إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش، تزامناً مع زيارة الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى البيت الأبيض.

كما أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، في مقابلة مع قناة "الحدث"، أن "سوريا وقعت رسمياً اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي، في خطوة اعتبرها دليلاً على التوجه الجديد للسياسة السورية نحو الشراكة الدولية في محاربة الإرهاب".

وقال وزير الإعلام السوري، حمزة المصطفى، عبر منصة "إكس" في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، إن "سوريا وقّعت إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي"، مؤكداً أن "الخطوة تكرّس دور دمشق كشريك في مكافحة الإرهاب ودعم الاستقرار الإقليمي"، موضحاً أن "الاتفاق سياسي في طابعه ولا يتضمن حالياً بنوداً عسكرية".

 وتشير التقارير البحثية إلى أن العدد التقديري للمقاتلين النشطين في (سوريا + العراق) عام 2025: حوالي 2,500–3,000 مقاتل.

وبحسب آخر البيانات المتاحة حتى منتصف صيف 2025 فإنأعداد المحتجزين لدى شركاء التحالف/في السجون والمخيمات بشمال-شرق سوريا يقدر بنحو 9,000 معتقل/مقاتل محتجز، وعدد الأشخاص في مخيمات مثل (الهول) و(الروج)يُقدَّر بحوالي 31,000 شخص، حيث انخفضت وتيرة عدد هجمات التنظيم الكبيرة مقارنة بفترات الذروة (2014–2017)، لكن ظلت هناك هجمات متفرقة وخلايا نائمة في 2024–2025 وذلك حسب التقارير السنوية.