شفق نيوز- طهران
أدت الاحتجاجات المتواصلة في إيران، لليوم
الثالث على التوالي، إلى إعلان السلطات، تعطيل الدوام الرسمي ليوم الأربعاء، في 21
محافظة من أصل 31، غير أن السلطات الإيرانية بررت قرارها بانخفاض درجات الحرارة
ومتطلبات إدارة الطاقة، في وقت تتسع فيه رقعة الاحتجاجات على تدهور الأوضاع
الاقتصادية.
ووفقاً لوسائل إعلام رسمية إيرانية، فأن قرار
تعطيل الدوام شمل العاصمة طهران، ومحافظات همدان، قم، ألبرز، مركزي، يزد، لرستان،
خراسان الشمالية، خراسان الرضوية، كرمانشاه، كردستان، أردبيل، زنجان، إيلام،
كرمان، كهكيلويه وبوير أحمد، فارس، تشهارمحال وبختياري، آذربايجان الشرقية،
مازندران وجيلان.
ويأتي القرار في ظل تواصل الاحتجاجات الشعبية
في إيران لليوم الثالث على التوالي، بمشاركة واسعة من طلاب الجامعات والتجار في
عدد من المدن، وسط تصاعد التوتر بين المحتجين وقوات الأمن.
ففي العاصمة طهران، نظّم طلاب جامعة أمير كبير
تجمعاً حاشداً رددوا خلاله شعارات مناهضة للسلطة، من بينها "الموت
للطاغية" في إشارة إلى المرشد علي خامنئي، و"البسيجي، الحرس الثوري،
داعش.. أنتم دواعشنا"، في اتهام مباشر لقوات الباسيج، الذراع العسكرية للحرس
الثوري.
وأظهرت مقاطع فيديو متداولة من شارع الجمهورية
تراجع قوات الأمن بعد مواجهات مع المحتجين، في مشهد عكس تصاعد العزم الشعبي على
مواجهة القمع الرسمي.
كما شهدت جامعتا شريف وبهشتي الحكوميتان تجمعات
مماثلة، رفع خلالها الطلاب شعارات سياسية وانتقادات مباشرة للنظام.
وفي جامعة صنعتي أصفهان، ردد المحتجون شعارات
من بينها "الموت للثلاثة الفاسدين: رجال الدين، اليساريين، ومجاهدي
خلق"، في إشارة إلى رموز السلطة الحالية وبعض القوى السياسية السابقة.
وفي الأسواق، أغلق تجار بازار شوش في طهران
محالهم وخرجوا في مسيرة احتجاجية، بينما سجلت أسواق كرمانشاه وشيراز مشاركة لافتة
من المواطنين والتجار، رافعين شعارات داعمة للاحتجاجات، من بينها "هذا آخر
نصر، بهلوي سيعود" و"رضا شاه، لروحك الرحمة"، في أول ظهور علني
وواسع لشعارات تمجد إرث رضا شاه بين الحشود.
وخرج متظاهرون في مدينة قشم، للتعبير عن رفضهم
للسياسات الاقتصادية والاجتماعية، مرددين شعارات تطالب بالحرية والكرامة الوطنية.
وتأتي هذه التحركات في سياق موجة أوسع من
الاعتصامات والاضرابات التي انطلقت منذ الأحد الماضي، احتجاجاً على تدهور الأوضاع
الاقتصادية، وارتفاع الأسعار، وانهيار قيمة الريال أمام الدولار، ما فاقم الضغوط
المعيشية على المواطنين، خصوصاً ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى.
ولم تقتصر الاحتجاجات على الجامعات والأسواق
وفق تقارير متداولة، حيث امتدت إلى الشوارع، واندلعت مواجهات بين المحتجين وقوات
الأمن، رد خلالها بعض المتظاهرين على استخدام الغاز المسيل للدموع برشق الحجارة،
ما أجبر العناصر الأمنية على التراجع، في مؤشر على إصرار المحتجين على مواصلة
تحركاتهم رغم محاولات القمع.