شفق نيوز/ تأخذ أسعار بعض السلع الأساسية الأكثر حيوية في العالم بالارتفاع مثل الغاز الطبيعي والكهرباء والمحاصيل الأساسية، ومن المرجح أن تتعرض الممرات المائية للجفاف وتزايد احتمالات نشوب الحرائق المدمرة في الغابات.

وبحسب موقع "إنفوباي" الإخباري، تُعد هذه التوقعات بمثابة تذكير قاتم لكيفية تسبب الطقس القاسي الناجم عن تغير المناخ في تفاقم التضخم، مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الطاقة والغذاء والوقود.

كما تعمل الكوارث الطبيعية المتكررة على زيادة مخاطر الأضرار المدمرة وصعوبة التنبؤ بتحركات السوق، حيث تسببت الأحوال الجوية المتطرفة والزلازل في خسائر عالمية بلغت 250 مليار دولار في العام الماضي.

وعلى الصعيد العالمي، كانت الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024 هي الأكثر حرارة منذ 175 عاما.

ومن المؤكد أن العام سيكون من بين الأعوام الخمسة الأكثر سخونة على الإطلاق مع احتمالية، بنسبة 61%، إقصاء عام 2023 من المركز الأول.

ومما يزيد من البؤس أن المحيطات شديدة الحرارة تهدد بتوليد نشاط إعصار استوائي "متفجر"، بينما ستؤدي ظاهرة "النينيو" إلى زيادة الأعاصير في المحيط الأطلسي في حين تطلق العنان أيضا لظروف جافة في غرب وجنوب الولايات المتحدة.

وأشار الموقع إلى أن العقود الآجلة للغاز الطبيعي في الولايات المتحدة قد ترتفع إلى 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية في وقت لاحق من هذا العام، إذا أدى الطقس الحار إلى زيادة استخدام تكييف الهواء بما يكفي لتآكل المخزونات المتوفرة حاليًا.

وفي الوقت نفسه، يقوم المنتجون بتخفيض الإنتاج من أحواض الصخر الزيتي استجابة للأسعار المنخفضة نسبيا، مما يمهد الطريق لسوق أكثر إحكاما. فأوروبا، التي لم تعد قادرة على الاعتماد على الإمدادات الروسية، تتنافس الآن مع آسيا على شحنات الغاز الطبيعي المسال.

وفي أوروبا وآسيا، قد تؤدي "العاصفة الكاملة" من الحرارة الشديدة، وتعطل الصادرات الأمريكية بسبب الأعاصير، وتفاقم الجفاف الذي يدمر الطاقة الكهرومائية في أمريكا اللاتينية، إلى ارتفاع أسعار الغاز بنسبة تتراوح بين 50% و60% فوق المستويات الحالية.

كما تواجه أسواق الطاقة مخاطر مماثلة بسبب ارتفاع الطلب، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة في تكساس إلى الضغط على شبكة الولاية، لتصل أسعار الكهرباء إلى أكثر من 200 دولار لكل ميجاوات في الساعة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2022.  

وقد تجبر الحرارة الحارقة بعض المحطات النووية الفرنسية، التي توفر نحو 70% من توليد الطاقة في فرنسا، على الإغلاق.

وذلك لأن العديد من المفاعلات تعتمد على الأنهار للتبريد، إذ إن القواعد البيئية لحماية الحياة المائية يمكن أن تفرض إغلاقًا مؤقتًا للمنشآت.

بينما سوف تستمر التوقعات باستمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية في إحباط معركة بنك الاحتياطي الفيدرالي ضد التضخم، وتضخيم خطر بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى خنق الاقتصاد الأمريكي من خلال تقييد إنتاجية عمال البناء وتباطؤ استثمار رأس المال، وفقًا لدراسة أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو.

وفي العام الماضي، أدى أسوأ موسم لحرائق الغابات في كندا على الإطلاق إلى قيام شركات التنقيب عن النفط والغاز بإغلاق ما يصل إلى 300 ألف برميل يوميًا من الإنتاج، بينما نجت منطقة الإنتاج الرئيسة من الحرائق إلى حد كبير، لكن التأثير هذا العام قد يكون هائلاً.

كما يمكن أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى تعطيل عمليات التكرير، مما يؤدي إلى الضغط على وحدات المعالجة والتأثير في القدرة على الحفاظ على درجات حرارة داخلية ثابتة.

ومن الممكن أن تتأثر الناقلات البحرية أيضًا، حيث من المحتمل أن يؤدي الجفاف إلى مشاكل مرورية في الممرات المائية الرئيسة مثل قناة السويس. بينما شهد نهر الراين، الممر المائي الأكثر ازدحاما في أوروبا، انخفاضا تاريخيا في مستويات المياه في السنوات الأخيرة.