شفق نيوز/ مع اقتراب عيد الفطر تتسابق المحلات التجارية وخاصة المختصة ببيع الملابس والاحذية في بغداد بعرض منتجاتها الجديدة قبل بضعة أيام من موعد العيد لتقوم الأسر باقتناء هذه الملابس.

لكن الملاحظ أن الأسعار شهدت ارتفاعا جنونيا هذا العام بنسب كبيرة جدا مقارنة بغيرها من السنوات السابقة حسب ما تحدث به عدد من المواطنين.

وشهدت أسواق مختلفة في بغداد اقبالا متفاوتا وحركة شراء وازدحامات لأسواق الجملة في منطقة الشورجة والاسواق الشعبية في بغداد، في حين خف هذا الإقبال في أسواق أخرى كسوق الكرادة نظرا لإغلاقه طيلة فترة شهر رمضان بسبب الأوضاع الأمنية.

أسعار معقولة

ويقول احد اصحاب المحلات لبيع الملابس الجملة في منطقة الشورجة ببغداد حيدر الحسني في حديث لوكالة شفق نيوز ان "الاقبال على شراء الملابس يبدأ مع بداية شهر رمضان وخاصة على ملابس الاطفال"، مبينا ان "البضاعة المعروضة حاليا في الاسواق وصلت حديثاً وتتميز بموديلات جديدة واشكال مختلفة".

واضاف ان "الاسعار هذا العام معقولة ولم ترتفع كثيرا عما كانت عليه قبل هذه الفترة"، مستدركا ان "الارتفاع في الأسعار جاء نتيجة ارتفاع أسعار الدولار وارتفاع أسعار الملابس في دول المنشأ".

ارتفاع جنوني

وترى المواطنة أم حسين والتي تتجول بين المحلات في محاولة منها لشراء بعض الملابس في حديث لوكالة شفق نيوز انها "خصصت نحو 200 ألف دينار لشراء الملابس واحذية لأطفالها الاثنين وحفيدها الوحيد"، مشيرة إلى أن "هناك ارتفاعا ملحوظا في الاسعار حيث أن ثمن الفستان الواحد بناتي لعمر يتراوح 12 و14 عاما يتجاوز 40 ألف دينار".

واشارت الى ان "عملية شراء الملابس قبل العيد يفرح بناتها كثيرا ولا يمكن تجاهل متطلباتهم او كسر فرحتهم بين اقرانهم، فلابد من ارتداء الملابس الجديدة"، لافتة إلى أن "هذا النوع من الشراء أصبح يرهق الاسرة لانها تؤثر على ميزانيتها المحدودة".

وتقول المتسوقة ام امير وهي أم لثلاث بنات في حديث لوكالة شفق نيوز؛ إن "التجار يستغلون حالة الإرباك والطلب الكبير على الألبسة قبل العيد من خلال رفع الأسعار"، مبينة أنها "تقوم بشراء الملابس الرئيسية لبناتها بداية شهر رمضان التي تكون الاسعار مناسبة نوعا ما و تقوم بشراء الحاجات الثانوية الأخرى كالإكسسوارات قبل العيد".

واشارت الى ان "معظم العوائل باتت تتسوق من الأسواق الشعبية لرخص الأسعار فيها"، مستدركة في الوقت نفسه ان "الموديلات الحديثة والجميلة تجدها في المولات واسواق المنصور والكرادة".

ديلفري

من جانبها؛ اكدت ام امجد في حديث لوكالة شفق نيوز انها "اعتمدت هذا العام على خدمات التوصيل (ديلفري) لشراء ما تحتاجه من ملابس لأولادها الاربعة"، مبينة ان "هذه الخدمة منتشرة حاليا ويمكنك ان تختار ما تشاء عن طريق مواقع تسوق أو ما يعرف "بالبيجات".

وتابعت أن "هذه المواقع تتيح لك اختيار ما تشاء وتتلافى الذهاب إلى الأسواق المزدحمة وكما أن هذه غالبا ما تكون اسعارها مناسبة جدا".

الأسر الفقيرة اعلى انفاقا

ويقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي في حديث لوكالة شفق نيوز؛ ان "الاسواق الشعبية شهدت اقبالا كبير من قبل الاسر العراقية نظرا لوجود سلع رخيصة بجودة منخفضة، وبالتالي يكون عليها اقبال اكثر من السلع ذات المناشئ المعروفة كونها اعلى ثمنا".

واضاف ان "قاعدة هرم الإنفاق السفلى أكبر بكثير من العليا، فإن أعداد الأقل دخلا أكبر بكثير من المتمكنين، لذلك حركة التبضع تتركز في الأسواق الشعبية أكثر منها في الأسواق الفاخرة والمولات"، لافتا الى ان "العائلة التي تشتري ملابس مرتين في السنة تحرص على أن تكون في الأعياد".

واشار الى ان "اسواق الكرادة تراجع حركة التسوق فيها هذا العام بسبب الإغلاق بسبب الاوضاع الامنية"، مشيرا الى ان "هذا السوق يعتمد بنسبة كبيرة على تسوق المتبضعين من خارج الكرادة". 

 يشار إلى أن العراق يتصدر بصورة مستمرة، قائمة المستوردين لأغلب السلع التركية والصينية والإيرانية، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن التبادل التجاري بين العراق وتركيا وصل إلى 21 مليار دولار في العام الماضي.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي للعراق 9.5% والتضخم السنوي 6.9% خلال عام 2022.

فيما توقع البنك الدولي ان يحتل العراق المرتبة الأولى عربيا بأكبر نمو للناتج المحلي الإجمالي ونصيب الفرد لعام 2022 وبواقع 6.3%.