شفق نيوز/ يشهد سعر صرف الدولار الأمريكي إزاء الدينار العراقي ارتفاعاً مستمراً وملحوظاً، والذي أدى إلى اضطراب الحركة التجارية في الأسواق المحلية، وأسهم في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وخاصة أسواق الجملة في منطقة جميلة التجارية ببغداد.
وأضحت هذه المنطقة، ومعها سوق الشورجة الكبير، في العاصمة العراقية، شبه خالية من المتبضعين، وهو ما يراه بعض التجار واقتصاديون مرتبطا بارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق الموازية (السوداء).
ويقول أحد تجار الجملة في منطقة جميلة، ويدعى محمد عبد الحسين، لوكالة شفق نيوز، إن "ارتفاع اسعار الدولار أثر بالتأكيد على اسعار المواد الغذائية سواء الرز او الطحين او الزيوت النباتية"، مبينا ان "هذه المواد يتم استيرادها بالدولار وبالتالي فإن بيعها ايضاً يكون بالدولار".
واضاف أن "التاجر لا يتضرر من ناحية ارتفاع اسعار الدولار بقدر ما يكون المشتري من أصحاب محلات التجزئة والمواطنين"، لافتا الى ان "الضرر الوحيد الذي يقع على التاجر سيكون في قلة كمية الشراء نتيجة هذا الارتفاع وتردد البعض في الشراء لتوقعهم بانخفاض الأسعار مستقبلاً، وهو ما يضع سوق جميلة شبه خالي من المتبضعين اليوم".
من جهته، أكد الخبير المالي والإقتصادي هلال الطعان، لوكالة شفق نيوز، إن "اي ارتفاع بأسعار صرف الدولار يؤثر بشكل مباشر على السوق"، مبينا ان "تجار العملة والسوق السوداء موجودون ويستغلون الفرص في ظل عدم وجود رقابة حكومية على الأسواق، وبالتالي هذا الارتفاع سيؤثر على المواطنين وخاصة الطبقات ذات الدخل المحدود والفقيرة".
وأشار الطعان، إلى أن "هذا الارتفاع يؤثر على نشاط السوق وحركته، لأن المواطن سيتجنب الشراء بسبب هذا الارتفاع"، مؤكداً أن "افضل الحلول لخفض أسعار الدولار هو اتجاه البنك المركزي لبيع الدولار بشكل مباشر للمواطنين عن طريق أفرع المصارف المنتشرة وبأسعار محددة لتقليل الفجوة ما بين ما يبيعه البنك وما هو موجود في الاسواق حاليا".
وارتفعت أسعار صرف الدولار في البورصة الرئيسية في بغداد لاكثر من 152 ألف دينار مقابل كل 100 دولار في وقت يبيع فيه البنك المركزي الدولار الواحد بـ 1460 دينارا.