شفق نيوز/ لخص مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح، يوم الجمعة، أسباب ارتفاع أسعار الذهب المحلي والأجنبي في العراق، فيما أشار إلى وجود علاقة طردية مع سعر صرف الدولار الرسمي وفي البورصة المركزية.
وكتب صالح، في مقال له اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن "الدولار في السوق الثانوي هو في هبوط تدريجي إزاء السعر الرسمي للصرف، وبالرغم من ذلك، نجد أن هناك ارتفاعاً تدريجياً في أسعار الذهب في السوق المحلي"، موضحاً أن "الذهب يتم تمويل استيراداته بسعر الصرف الرسمي الثابت للدينار إزاء الدولار، عبر منصة البنك المركزي وبالسعر البالغ 1320 دينار لكل دولار".
وبحسب مستشار السوداني، للشؤون المالية، فإن التوترات الجيوسياسية حول العالم ولا سيما الحرب في أوكرانيا وغيرها، أحدثت تطورات كبيرة في سياسة التحوط بالذهب من جانب بعض البنوك المركزية في العالم، ما شكل ارتفاعاً غير مسبوق في الطلب العالمي على الذهب وأدى إلى ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، وهنا يلحظ أن "العامل الخارجي هو الأساس في ارتفاع سعر الأونصة من الذهب في السوق المحلي".
وأشار إلى أن "المؤسسات المالية الدولية أطلقت توقعات عن استمرار ارتفاع أسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة، وتأتي التوقعات على الرغم من القوة الحالية في مستويات الدولار الأمريكي الذي يتداول عند أعلى مستوياته منذ 5 أشهر ونصف وفقاً لمؤشر الدولار، إلى جانب عوائد السندات الحكومية الأمريكية المرتفعة عند أعلى مستوى في 5 أشهر في ظل التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في طريقه إلى الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت وهو ما بفترض ان يمثل ضغط سلبي على أسعار الذهب".
وتابع مستشار رئيس الوزراء: "لكن قوة الطلب العالمي على الذهب كملاذ آمن في ظل عدم اليقين الجيوسياسي الحالي، إلى جانب التوقعات باستمرار البنوك المركزية العالمية في زيادة احتياطيها من الذهب، دفع المؤسسات المالية الدولية إلى توقع المزيد من المكاسب في أسعار الذهب خلال المتبقي من عام 2024".
ورأى أن "تبني نظام احتياطي ذهبي عالمي بأسعار السوق العالمي للمعدن الاصفر سيجعل الطلب على الذهب ينمو ويرتفع مع نمو التجارة والاقتصاد العالمي، واذا ما استمرت الدول تتحوط بعملاتها الاحتياطية بالذهب باسعار الذهب المفتوحة والمقيدة بالانتاج والعرض المحدود عالميا للذهب ازاء الطلب المفتوح، سيولد لديها نظاماً نقدياً بسعر صرف مرتفع ربما سيعرقل قدراتها التنافسية التجارية كدول متحوطة بالذهب وتحدد أسعار صرف عملاتها بالمعدن الأصفر".
وخلص صالح، إلى القول: "مالم تعتمد تلك المجموعات سعراً رسمياً ثابتاً ومعتدلاً وتنافسياً للذهب نفسه، فإن قدراتها التنافسية في تجارتها الدولية مع بلدان العالم ستُهدد لأمحالة"، مختتماً حديثه بالقول: "هنا سيكون الذهب سيف ذو حدين في الوقت نفسه، ما ينبغي الحذر من سياسات الذهب التجاري في تأسيس نظام نقدي بمفرده".