شفق نيوز/ دعت مؤسسة "عراق" المستقبل للدراسات والاستشارات الاقتصادية، يوم الأحد، إلى ضرورة مراجعة سبب قيام البنك المركزي العراقي زيادة نمو حيازته السنوية من السندات الأمريكية في ظل انخفاضها لدى البلدان الأخرى التي تمتلك أكبر نسبة من تلك السندات نتيجة التخوف الحاصل من فقدان الدولار قيمته العالمية.
وأوضح رئيس المؤسسة منار العبيدي في تقرير نشره اليوم، أن "هذا التراجع يعود الى التخوف الحاصل في قيمة الدولار وخصوصا مع ظهور توجهات لتخفيف الاعتماد على الدولار في الكثير من التعاملات التجارية العالمية الأمر الذي من الممكن أن يفقد قيمة الدولار".
وفي ما يخص العراق قال العبيدي، إنه من الغريب ان العراق من أكثر الدول التي شهدت نموا مضطردا بامتلاك سندات الخزينة. حيث بلغت نسبة النمو السنوية بحدود 69% لتبلغ قيمة سندات الخزينة الامريكية التي يمتلكها البنك المركزي العراقي بحدود 41 مليار دولار أمريكي في شباط/ فبراير 2023 بعد أن كانت قيمتها في نفس الشهر من العام الماضي 24 مليار دولار فقط .
وأردف بالقول إن، هذه الزيادة في قيمة سندات الخزينة الامريكية المملوكة للعراق تثير مجموعة اسئلة عن كيفية ادارة احتياطي البنك المركزي العراقي، وهل هناك دراسة واضحة لمخاطر الاستمرار باستثمار الكمية الأكبر من احتياطيات البنك بالدولار بدلا من تنويع الاحتياطيات؟
كما أشار رئيس المؤسسة إلى أن الدولار فقد أمام الذهب خلال الأشهر الثلاثة الماضية ما قيمته 10.7% مما يعني ان احتياطي البنك المركزي من الدولار أيضا فقد نفس القيمة امام الذهب.
ومضى بالقول إن، أدوات استثمار احتياطي البنك المركزي تعتمد على عوامل كثيرة تتعلق بمقدار المخاطر وبالاستقراءات المستقبلية، لكن تقليل الدول العظمى والحليفة والمقربة للولايات المتحدة من قيمة سنداتها مقابل ان يقوم العراق بزيادة استثماراته في هذه السندات امر يتطلب مراجعة وضرورة التأكد من ان سياسات البنك المركزي حول المحافظة على قيمة هذه الاستثمارات تتماثل مع المعايير الدولية والإستقراءات المستقبلية لوضع الدولار في مختلف الأسواق.
وتابع العبيدي قائلا: ان هذه التساؤلات لا تعني بالضرورة ان يكون هنالك خلل في ادارة ملف احتياطيات البنك المركزي، ولكن المتابعة ومعرفة الأسباب التي دفعت العراق لزيادة الاستثمارات في هذه السندات مقابل تراجع أغلب الدول يحتاج الى تفسير من اجل التأكد من ان هذه الاحتياطيات تستثمر بطريقة امنة ولا تعرض العراق الى مخاطر تدهور احتياطياته.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية، يوم الثلاثاء 18 من شهر نيسان/أبريل الجاري، ان حيازة العراق من السندات الامريكية انخفضت لتصل الى 40 مليار دولار.
وذكرت الخزانة في أحدث جدول لها اطلعت عليه وكالة شفق نيوز ان "حيازة العراق من سندات الخزانة الامريكية لشهر شباط من العام 2023 انخفضت بمقدار 417 مليون دولار لتصل الى 40.700 مليار دولار بعد أن كانت 41.117 مليار دولار خلال الشهر الذي سبقه"، مبينة أن "هذه السندات ارتفعت بنسبة 68.88% عن نفس الشهر من العام 2022 عندما كانت حيازة العراق من السندات تبلغ 24.1 مليار دولار".
عربيا تأتي السعودية في مقدمة الدول الأكثر حيازة لتلك السندات حيث بلغت 111.706 مليار دولار، وتأتي الإمارات ثانيا 64.482 مليار دولار، والعراق ثالثاً، ومن ثم الكويت رابعا بواقع 39.140 مليار دولار، وعمان خامسا بواقع 7.061 مليارات دولار، ثم المغرب بواقع 3.890 مليارات دولار.
واشارت الى ان "اكثر الدول حيازة للسندات الامريكية هي اليابان وبواقع 1.104.4 ترليون دولار، تليها الصين وبواقع 859.4 مليار دولار، تليها المملكة المتحدة وبواقع 668.3 مليار دولار، ومن ثم تأتي بلجيكا بواقع 331.1 مليار دولار".