شفق نيوز/ عزت مؤسسة "عراق المستقبل" للدراسات والاستشارات الاقتصادية، يوم الخميس، أسباب ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار في العراق إلى تراجع حوالات العملات الاخرى، وعدم القدرة على تغطية الطلب على النقد الخارجي لغرض الاستيراد، متوقعة استمرار الارتفاع ليصل سعر الدولار الواحد إلى 1600 دينار في الفترة المقبلة.

وقال رئيس المؤسسة منار العبيدي في تصريح ورد لوكالة شفق نيوز، إن أسعار الدولار امام الدينار خلال الايام الماضية لتصل الى حدود 1550 ديناراً لكل دولار أمريكي.

وأرجع العبيدي سبب الارتفاع الى تراجع حوالات العملات الأخرى، وتحديدا الدرهم الإماراتي واليوان الصيني نتيجة المحددات الكبيرة الموضوعة من البنوك المراسلة التي تقوم بعملية تعزيز ارصدة هذه العملات، اضافة الى تحفظ البنوك المنضوية تحت مشروع citi-pilot في فتح الحسابات للشركات العاملة واقتصارها على العمل مع شركات سبق وان تم التعامل معها دونا عن غيرها.

ومن ضمن الأسباب التي تحدث عنها رئيس المؤسسة هي "عدم قدرة كل آليات التحويل على تغطية الطلب على النقد الخارجي لغرض الاستيراد الخاص ببعض السلع وتحديدا الهواتف النقالة والذهب، واللذان يعتبران أعلى السلع قيمة في الاستيراد الأمر الذي يدفع المستوردين الى اللجوء الى السوق الموازي لغرض الاستيراد".

وأضاف أنه "من المتوقع ان يستمر انخفاض الدينار امام الدولار وقد يصل خلال الأشهر القادمة الى معدلات 1600 دينار لكل دولار ان لم يتم معالجة المشاكل بحلول عملية تتمثل

1- زيادة شبكة البنوك المراسلة حول العالم وخصوصا في كل من الإمارات والصين.

2- التحكم بالسياسة المالية من خلال الحد من دخول بعض أنواع السلع من أجل تقليل الطلب عليها مقابل العرض.

3- الضغط على البنوك المنضوية تحت مشروع ال citi-pilot لتكون أكثر انفتاحا لتقبل مجموعة واسعة من الزبائن.

4- قد يتطلب الامر الى منع استيراد بعض السلع منعا مؤقتا لتخفيف الطلب على العملات الاجنبية لحين ايجاد حلول اكثر تنظيمية وسلسة لعملية التحويلات الخارجية.

وأى العبيدي أنه "بدون اعتماد هذه الحلول سيستمر انخفاض الدينار امام الدولار وقد يتجاوز حاجز 1600 قريبا".

بدوره عزا الخبير الاقتصادي والمالي عبد الرحمن المشهداني، ارتفاع اسعار صرف الدولار في العراق لأسباب سياسية أكثر منها اقتصادية. .

وقال المشهداني في تصريح لوكالة شفق نيوز ان "الدولار استقر فترة طويلة في الايام الماضية على 149 الى 150 الف دينار عراقي لفئة 100 دولار خاصة بعد تحويل دولار المسافرين الحقيقين الى المطار وتنظيم عملية البيع بشكل انسيابي وحل ازمة الاختناقات على شركات الصرافة وعلى شركات الدفع المتوفرة داخل المطار" .

واضاف انه "لاتوجد اي اسباب او مبررات اقتصادية وراء الارتفاع لأن البنك المركزي مازال يمول بكميات كبيرة للتجارة الخارجية، وهذا هو العنصر المهم الذي يغطي حجم الطلبات للتجار" .

وتوقع الخبير أن "ارتفاع أسعار الصرف هو بسبب اضطرابات الي تشهدها المنطقة والخوف من ان العراق هو احدى المحطات التي يمكن استهدافها مما دفع التجار إلى تصفية حسابات الأشخاص المدينين والدائنين خاصة الذين لديهم التزامات التجار في الخارج، فالخوف من عدم الاستقرار قد يسبب ارتفاع وبالتالي راح يتأثر التاجر في سداد ما يترتب عليه".

ونوه الى أن الامر الثاني "هو الخوف والهلع الذي يصيب الناس مثل هذه الأزمات يتوجهون الى تحويل الدولار خشية من أن تسوء الأمور و اضطرارهم الى السفر او الهجرة حتى وان كانت داخل العراق" ، مضيفا ان "الدولار هو أكثر الوسائل أمانا تحت اليد لأنه مطلوب في الأسواق" .

وارتفع سعر الدولار في الأسواق المحلية ليصل ما يقارب من 155 ألف دينار مقابل 100 دولار بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة من عمليات عسكرية في لبنان وإيران من جهة واسرائيل من جهة ثانية.