شفق نيوز/ يعرب مزارعون في مدينة كوباني وريفها، عن مخاوفهم من تأخر هطول الأمطار هذا العام، بخاصة مزارعو الأراضي البلعية، مما قد يفاقم معاناتهم رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية وغلاء أسعار الأسمدة وحراثة الأراضي.
وكوباني (بالعربية عين العرب) مدينة سورية تابعة لمحافظة حلب، وهي مركز ناحية مركز بالاسم نفسه في منطقة (عين العرب). تقع على بعد 30 كيلومترا شرقي نهر الفرات وحوالي 150 كيلومترا شمال شرق حلب. يبلغ عدد القرى نحو 370 قرية أشهرها شيران، بوراز، حلنجة، تعلك، تل غزال، شدادي، بيندر وغيرها من القرى وعدد سكان مدينة 66 ألف نسمة حسب إحصاء 2020 مع عدد السكان القرى بحدود 200 الف نسمة.
قبل الحرب الأهلية السورية، سجلت كوباني بتعداد سكان يقارب 45.000 نسمة، مع أغلبية كوردية حيث شكلوا حوالي 90%، وأقليات عربية وتركمانية وأرمينية، إلا أن أغلب سكانها نزحوا نحو تركيا نتيجة الصراع المسلح بين وحدات حماية الشعب (ي پ گ) وداعش في عام 2014. دمرت أجزاء كبيرة من المدينة نتيجة غارات التحالف الدولي والقتال بين الطرفين وبعد ذلك في عام 2015 تم تحرير كوباني بشكل كامل من تنظيم سيطرة داعش.
يقول محمود رشاد 44 عاما من قرى ريف كوباني لمراسل وكالة شفق نيوز "أملك 15 هكتاراً من الأراضي الزراعية وزرعتها بالقمح والشعير بعلا (او ديميا و هي أحد أنواع الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار بشكل أساسي) ورغم غلاء الأسمدة وأجرة الحراثة والتي ندفعها بالدولار الأمريكي إلا أنني قمت بزراعتها فلا عمل لدينا سوى الزراعة وتربية المواشي".
ويضيف رشاد انه "إذا استمر الوضع هكذا ولم تهطل الأمطار فستكون النتائج كارثية في كافة مناحي الحياة لأن هذه المنطقة زراعية وهي تمثل الشريان الاقتصادي للمنطقة فضلاً عن تأثيرها الكبير على مربي المواشي والذين سيضطرون لبيع مواشيهم لعدم قدرتهم على شراء الأعلاف والتي مصدرها زراعة المنطقة".
ومن جهته اكد المزارع عثمان محمد علي 48 عاماً "أنّه قام بزراعة 32 هكتاراً بعلاً من القمح والكمون واضطر لاستدانة أغلب ثمن البذار والأسمدة من التجار على أساس دفعها أثناء حصاد الموسم إلا أنّ شح الأمطار هذا الموسم ضاعف معاناتهم، موضحا ان "المزروعات كانت جيدة في مثل هذا الوقت من كل عام، بسبب هطول الأمطار ، وكما ترون هذا العام الأمطار قليلة جداً، وهذا لا يقتصر على كوباني فقط، بل المشكلة عامة".
ويعرب عن "الأمل أن يكون هناك نوع من الدعم من الجهات المسؤولة ليساعدنا على تجاوز محنتنا والتي قد تؤدي إلى كارثة حقيقة" حسب قوله.
ويشير الى أنّ نسبة الضرر للمحاصيل الزراعية نحو 30 بالمئة، مستدركا ان هناك مازالت فرصة في حال هطول الأمطار خلال الأيام القليلة القادمة".
يشار إلى أنّ نحو 75 بالمئة من الأراضي في شمال شرق سوريا تزرع بعلاً وأغلبها تزرع بالقمح والشعير وقلة منها تزرع بالعدس والكمون والحمص وهي مصدر رئيسي الذي يعتمد عليه سكان تلك المناطق.