شفق نيوز/ رأت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، اليوم الثلاثاء، أن الصين تراهن على العراق في زيادة نفوذها بمنطقة الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته حول "رهانات بكين واستثماراتها في العراق"، إن شركات حكومية صينية وقعت اتفاقا مع السلطات العراقية لبناء 1000 مدرسة، مبينة أن بغداد تأمل في استعادة نظام التعليم الذي دمرته الحرب بمساعدة جمهورية الصين الشعبية.
وتتوقع بكين، وفق الصحيفة، زيادة نفوذها في الشرق الأوسط بالاعتماد على العراق الذي يجذب معظم الاستثمارات الصينية في المنطقة، مشيرة إلى أن الصين أصبحت أكبر مشتر للنفط العراقي.
ونقلت الصحيفة، عن المستشرقة والخبيرة السياسية "إيلينا سوبونينا"، القول: "لطالما جذب العراق انتباه الصينيين. في أيام صدام حسين، كانوا مهتمين بحقول النفط والغاز ويوقعون العقود. حتى بعد الإطاحة بصدام، تمكن الصينيون من الحصول على موطئ قدم في تلك السوق، على الرغم من أنهم استثمروا في نطاق ضيق للغاية، نظرا للوضع الأمني الصعب هناك. حتى إن العمال الصينيين وقعوا رهائن بيد الإرهابيين. وبعد كل حادث من هذا القبيل، كان البزنس الصيني يغدو أكثر حذرا. ومع ذلك فالعراق، بالنسبة للصين، حيث تقدر احتياطيات النفط بما لا يقل عن 112 مليار برميل، يفتح الشهية".
وأضافت: "بعد أن أطاح الأمريكيون بصدام، ساد الاعتقاد لفترة طويلة بأن الشركات الأمريكية ستأتي إلى العراق، وأن النفط همها الأكبر. اتضح أن الأمر ليس كذلك. فعلى الرغم من وجود بزنس أمريكي في السوق العراقية، إلا أنه محدود للغاية. فقد أثار انعدام الأمن خوف المستثمرين الأمريكيين. كما أن تطوير إنتاج النفط في الولايات المتحدة جعل من الممكن تخلي واشنطن دون ألم عن وجودها الكثيف في العراق. من ناحية أخرى، يملأ الصينيون الفراغ الذي ظهر بعد أن خفف الأمريكيون من تركيزهم على المنطقة. لكن الشركات الروسية تعمل أيضا في العراق. وبالنسبة لها، قد يشكل تعزيز وجود الصينيين منافسة جادة".
وووقعت الحكومة العراقية، منتصف الشهر الجاري، 15 عقداً مع الجانب الصيني لبناء ألف مدرسة في انحاء متفرقة من البلاد.
وفي الثامن والعشرين من تشرين الثاني الماضي، أفادت السلطات العسكرية العراقية، باستنفار امني لحماية شركات صينية تنفذ مشروع بناء 1000 مدرسة في عموم العراق.