شفق نيوز- بغداد
أكد الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، يوم الخميس، أن القرار الحكومي "المتسرع"، بإعلان الاكتفاء الذاتي من مادة الكاز والبنزين وراء تصاعد الأزمة في عدد من المحافظات.
وقال المرسومي، لوكالة شفق نيوز، إن "أزمة البنزين التي ضربت عددا من المحافظات العراقية جاءت نتيجة قرار متسرع بإعلان الاكتفاء الذاتي، الذي أعلنه رئيس الوزراء المنتهية ولايته محمد شياع السوداني، رغم أن العراق استورد خلال الربع الثالث من العام الحالي نحو 396 ألف طن من البنزين من دول متعددة".
وأوضح المرسومي، أن "مجرد افتتاح مشروع الـFCC دفع الحكومة إلى الإعلان عن تحقيق الاكتفاء الذاتي، رغم أن المشروع ما يزال تجريبياً ولم يعمل بطاقته القصوى، ما يعني أن الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك ما تزال قائمة".
وأكد أن "توقف الاستيراد مع بقاء الإنتاج عند مستويات لا تغطي الطلب الداخلي أدى إلى اتساع الفجوة بين الطلب والعرض"، مبينا أن "العراق يستورد البنزين المحسن من الإمارات والكويت والصين، ويخلط جزء منه مع البنزين الخام المنتج في المصافي المحلية ويباع بالأسعار المتداولة، لكن توقف استيراد البنزين المحسّن تسبب بأزمة امتدت لفترة طويلة، الأمر الذي زاد الطلب على البنزين العادي أيضاً، لتصبح الأزمة شاملة للمحسّن والعادي معاً".
وأشار المرسومي، إلى أن "اتخاذ قرارات بهذا المستوى كان يجب أن يتم وفق دراسات دقيقة، إلا أن حسابات وزارة النفط والدولة كانت تغلب عليها الاعتبارات الانتخابية والسياسية حينها"، مشيراً إلى أن "رد الفعل الشعبي اليوم هو نتيجة طبيعية لذلك القرار".
وبحسب المرسومي، فإن "الحكومة لا تملك حلولاً فورية سوى إعادة فتح الاستيراد والإسراع بإعادة الوضع إلى ما كان عليه سابقاً"، مبيناً أن "الاستهلاك في العراق متغير، ولا يمكن إعلان الاكتفاء الذاتي دون تحقيق فائض إنتاجي ثابت".
وأشار إلى وجود أنباء عن "قرب وصول شحنة إماراتية من البنزين المحسن لتخفيف الأزمة، إلا أن المشكلة ما تزال قائمة وتحتاج إلى معالجة جذرية".
وتشهد عدة محافظات، ولا سيما البصرة وذي قار، أزمة في توفير البنزين المحسّن، ما أثار استياءً واسعاً بين المواطنين الذين اضطروا للوقوف في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، رغم تطمينات حكومية بأن الأزمة ستنتهي "خلال الساعات المقبلة".
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد شياع السوداني، اعلن في 28 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أن الحكومة وضعت جدولاً زمنياً محدداً لتحقيق أهدافها في مجال الطاقة واستغلال الغاز، وذلك مع تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج البنزين عالي الأوكتان.