شفق نيوز/ رأى الخبير المالي العراقي هلال الطحان، يوم الاثنين، ان تهديدات الدول الاوروبية وامريكا بطرد روسيا من نظام "سويفت" من شأنه ان يوجه أكبر ضربة في المدى القصير لكل سياسات مكافحة التغير المناخي والحياد الكربوني، مستبعداً تحييد روسيا عن هذا النظام.
يشار الى أن حجب دولة من نظام "سويفت" فإن حركتها المالية تصبح صعبة جداً ولا تستطيع القيام بالتحويل واستقبال الأموال، بما يؤثر على عمليات الاستيراد والتصدير ومختلف الأنشطة الاقتصادية.
وحال فصل روسيا عن نظام سويفت، فإن ذلك يعني استحالة إرسال الأموال إليها، بما يضع الشركات الروسية وعملاءها بمن في ذلك الأوروبيين في أزمة واسعة تتأثر بها صادرات الطاقة أيضاً.
كما ان أسعار النفط والغاز وبعض المعادن التي تصدرها هذه الدول سوف ترتفع، وبالطبع سترتفع معها أسعار المواد الغذائية، وستتأثر بذلك دول العالم.
ونظام سويفت هو نظام لا ينقل الأموال، ولكن ينقل الرسائل لتبادل هذه الأموال، إذ إنه يربط أكثر من 11 ألف مؤسسة مالية عالمية، منها بنوك وشركات وبيوت المال حول العالم.
ويقول الخبير المالي هلال الطحان، في حديث لوكالة شفق نيوز "لا يمكن إخراج روسيا من نظام (سويفت) وذلك لحاجة أوروبا الى الغاز الروسي لتشغيل محطاتها الكهربائية ومصانعها"، مبينا ان "عملية استبدال الوقود من الغاز الى النفط والفحم ليست بالسهلة والبسيطة وتحتاج الى سنوات".
واشار الى ان "هذه التصريحات التي تنادي بمعاقبة روسيا بطردها من نظام (سويفت) تأتي على عجالة من بعض القادة من اجل ردع دولة او تخويفها".
ولفت الى أنه "ليس هناك دولة منتجة للغاز قادرة على سد النقص في حال أوقفت روسيا تصدير الغاز الى أوروبا وهو ما أكدته دولة قطر عندما قالت انه ليس من السهل الاستغناء عن الغاز الروسي وتعويضه بالغاز القطري او تحويل العالم للفحم والنفط".
واوضح الطحان ان "التحول والاستغناء عن الغاز الروسي واستخدام النفط والفحم كوقود سيعود بالدول التي تطالب بتقليل التلوث والحفاظ على البيئة الى المربع الاول، وبالتالي فإنه سيؤدي مرة اخرى الى اضرار بطبقة الأوزون والى ارتفاع درجات الحرارة".
وتأسس نظام سويفت في بلجيكا عام 1973، ويشرف عليه البنك المركزي البلجيكي بالإضافة إلى البنك المركزي الأوروبي والاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، ويرسل نظام سويفت الملايين من الرسائل يوميًا لتبادل الأموال وتسجيلها.
واتخذت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وكندا خطوات، يوم امس الاول السبت، لاستبعاد روسيا من نظام "سويفت" للمدفوعات العالمية بين البنوك، في إطار جولة أخرى من العقوبات ضد موسكو التي تواصل هجومها على أوكرانيا.