شفق نيوز/ كشف محللون اقتصاديون، يوم السبت، عن وصول بعض الدول إلى "حافة الهاوية" واقتراب اقتصاداتها من الانهيار بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض والتضخم والديون، مقدرين حجم الديون الخارجية بنحو 400 مليار دولار.
وتشير العلامات التقليدية لأزمات الديون المتمثلة في انهيار العملات وفروق في عوائد السندات بمقدار 1000 نقطة أساس، وتراجع احتياطيات العملات الأجنبية إلى وجود عدد قياسي من الدول النامية التي تعاني الآن من مشاكل.
وتخلفت بالفعل دول لبنان وسريلانكا وروسيا وسورينام وزامبيا عن سداد الديون.
وأصبحت روسيا البيضاء على حافة الهاوية وما لا يقل عن عشر دول أخرى في منطقة الخطر إذ أدى ارتفاع تكاليف الاقتراض والتضخم والديون إلى تأجيج المخاوف من الانهيار الاقتصادي.
وبإستخدام 1000 نقطة أساس من فروق السندات، يقدر المحللون وجود 400 مليار دولار من الديون.
الأرجنتين الأكثر مديونية
وتمتلك الأرجنتين أكبر قدر من الديون ويبلغ أكثر من 150 مليار دولار، وتأتي خلفها الإكوادور ومصر بديون تتراوح بين 40 و45 مليار دولار، وذلك بحسب وكالة رويترز.
ويأمل المختصون في الأزمات أن تستطيع الكثير من الدول تجنب التخلف عن السداد، خاصة إذا هدأت الأسواق العالمية وتدخل صندوق النقد الدولي للمساعدة.
من المرجح أن تضيف الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية صاحبة الرقم القياسي العالمي في التخلف عن سداد الديون السيادية المزيد من الديون إلى رصيدها.
ويتم تداول البيزو الأرجنتيني الآن بخصم يقارب 50% في السوق السوداء، وانخفضت الاحتياطيات بشدة ويتم تداول السندات عند 20 سنتًا فقط للدولار، أي أقل من نصف ما كانت عليه بعد إعادة هيكلة ديون البلاد في 2020.
أوكرانيا
حذرت بنوك استثمار منها مورجان ستانلي من أن الحرب الروسية الأوكرانية يعني أنها من شبه المؤكد أن تضطر لإعادة هيكلة ديونها التي تتجاوز 20 مليار دولار.
وتأتي الأزمة في أيلول/ سبتمبر عندما يحين موعد سداد 1.2 مليار دولار من السندات.
وتعني أموال المساعدات والاحتياطيات أن كييف يمكنها أن تسدد، لكن مع مطالبة شركة نافتوغاز الحكومية هذا الأسبوع بتجميد الديون لمدة عامين، يشك المستثمرون في أن الحكومة ستحذو حذوها.
تونس
يوجد في أفريقيا مجموعة من الدول التي تستعين بصندوق النقد الدولي، لكن تونس تبدو واحدة من أكثر الدول عرضة للخطر.
وفي ظل عجز في الميزانية يقارب 10% وواحدة من أعلى فواتير أجور القطاع العام في العالم، ثمة مخاوف من أن الحصول على دعم من صندوق النقد الدولي، أو على الأقل الالتزام به، قد يكون صعبًا بسبب مسعى الرئيس قيس سعيد لتعزيز قبضته على السلطة.
وإلى جانب أوكرانيا والسلفادور، تحتل تونس أحد المراكز الثلاثة الأولى في قائمة Morgan Stanley للدول المتخلفة عن السداد.
وتسعى تونس لإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي قريبًا في ظل مفاوضات جارية بين الطرفين، وقال محافظ البنك المركزي التونسي،مروان العباسي "الاتفاق مع صندوق النقد الدولي أصبح حتميًا".
مصر
تبلغ نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في مصر حوالي 95%، وتشهد واحدة من أكبر عمليات نزوح النقد الأجنبي هذا العام، والتي تقدر بحوالي 11 مليار دولار وفقا لـ JPMorgan Chase.
وتقدر FIM Partners للاستثمار أن مصر لديها ديون تبلغ 100 مليار دولار بالعملة الصعبة على مدى السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك سندات ضخمة بقيمة 3.3 مليارات دولار تستحق في 2024.
وخفضت القاهرة قيمة الجنيه بنسبة 15% وطلبت من صندوق النقد الدولي المساعدة في آذار/ مارس، لكن فروق عوائد السندات تجاوزت الآن 1200 نقطة أساس بينما تم تحديد سعر مقايضات التخلف عن السداد، وهي أداة للمستثمرين للتحوط من المخاطر، عند فرصة 55% في التخلف عن السداد.
إثيوبيا
تخطط أديس أبابا لتكون واحدة من أوائل الدول التي تحصل على إعفاء من الديون بموجب برنامج الإطار المشترك لمجموعة العشرين.
وتعطل التقدم في هذا المجال بسبب الحرب الأهلية المستمرة في البلاد، على الرغم من استمرارها في الوقت نفسه في سداد سنداتها الدولية الوحيدة التي تبلغ قيمتها مليار دولار.
باكستان
أبرمت باكستان اتفاقًا مع صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع، وجاءت هذه الانفراجة في الوقت المناسب، حيث دفعت أسعار واردات الطاقة المرتفعة البلاد إلى حافة أزمة في ميزان المدفوعات.
وانخفضت احتياطيات العملات الأجنبية إلى 9.8 مليارات دولار، وهو بالكاد يكفي لخمسة أسابيع من الواردات.
وهوت الروبية الباكستانية إلى مستويات قياسية منخفضة، وتحتاج الحكومة الجديدة إلى خفض الإنفاق بسرعة لأنها تنفق 40% من إيراداتها لسداد فوائد الديون.