شفق نيوز / تواجه مصافي النفط في أوروبا، التي تعمل بالفعل دون شحنات النفط الروسي منذ فترة طويلة، فقدان إمدادات مماثلة من نفط إقليم كوردستان، وخفض مفاجئ للإنتاج من جانب أكبر الدول المنتجة في العالم.
وانخفضت التدفقات النفطية من روسيا أكبر مورد للاتحاد الأوروبي سابقاً بأكثر من مليون برميل يومياً منذ غزو أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، وسط استمرار تشديد العقوبات.
وبدأ تأثير تلك التخفيضات يزداد قسوة حالياً بسبب توقف شحنات نفط كوردستان التي تصل إلى أوروبا عبر ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.
في غضون ذلك، أعلن تحالف "أوبك+" بما في ذلك روسيا، فرض قيود على الإمداد اعتباراً من مايو/أيار المقبل، لخفض الإنتاج بنحو 1.6 مليون برميل يومياً بحلول يوليو/تموز.
وتتميز درجات النفط الروسي والعراقي بنفس الكثافة ونوعية الكبريت، وتعمل المصافي في آسيا -لا سيما الصين- على زيادة الطلب على هذا النفط الذي يُسمى بالنفط متوسط الكبريت الذي يشكل الخام الأساسي في نشاطها.
وكانت أوروبا قد عوّضت ما لا يقل عن ربع الإمدادات الروسية عن طريق استيراد نفط خام من الشرق الأوسط منذ ربيع عام 2022، حسب "إنرجي أسبكتس".
وتوجد حالياً عقبة أخرى في الشرق الأوسط، فمنذ الشهر الماضي، توقف تدفق نحو 450 ألف برميل يومياً من إمدادات النفط الخام من إقليم كوردستان وسط نزاع بشأن إيرادات النفط.
ففي مارس/آذار الماضي، شُحن ما لا يقل عن 169 ألف برميل يومياً من نفط إقليم كوردستان -عبر ميناء جيهان التركي- إلى دول الاتحاد الأوروبي، وفق بيانات تتبع الناقلات.
وتضاف القيود إلى التشديد الذي يواجه أنواع الخام متوسطة الكبريت، حيث تستخدم البلدان المنتجة في الشرق الأوسط أيضا كمية كبيرة من نفطها في تعزيز نشاط المعالجة في مصافي التكرير المحلية الجديدة.
وعبر منطقة البحر الأبيض المتوسط، ارتفعت أسعار درجات مثل خام البصرة المتوسط في العراق، والتي عادة ما تكون مخفضة كثيراً مقارنة بالخامات الأخرى، بسبب مستويات الكبريت فيها، إلى مستوى يعتبره العديد من المتعاملين باهظ التكلفة.
وأطلقت شركة التكرير اليونانية "هيلينيك بتروليوم" (Hellenic Petroleum SA) مناقصة نادرة -الأولى منذ عامين- لشراء إمدادات فورية من خام البصرة المتوسط.
ورأى بعض التجار أن هذه الخطوة تشير إلى قلة المعروض من هذه السلعة في السوق الفورية وسط انقطاع تدفق الخام من إقليم كوردستان.