شفق نيوز/ رغم ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة لنحو ألفين وخمسة آلاف 5 دينار نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي بالأسواق المحلية العراقية، إلا أن بعض المنتجات الغذائية ومنها "البيض" قد تأثرت أيضا بسعر الصرف على الرغم من إنتاجها محلياً.
وفاجئ ارتفاعها المواطنين العراقيين، بعد أن تعدت 10 آلاف دينار، وهو ما أثار تساؤلات البعض عن أسباب ذلك، وسبب اختفاء المستورد من الأسواق، رغم حديث وزارة الزراعة بفتح استيراد المواد الغذائية ومنها بيض المائدة.
وكانت الحكومة العراقية قد سمحت باستيراد بعض المحاصيل الزراعية كالطماطم والخيار، إضافة إلى الدجاج والبيض، من المنافذ الحدودية البرية في شهر آب من عام 2021 بعد ارتفاع أسعارها.
"خاوات" في السيطرات
ويقول أحد تجار جملة البيض في منطقة جميلة التجارية ببغداد ويدعى أحمد خليل، لوكالة شفق نيوز، إن "صندوق البيض الذي يحتوي على 12 طبقة ارتفع خلال الأسبوع الجاري ليصل حاليا إلى 80 ألف دينار، بعد ان كان 72 ألف دينار مع بداية الأسبوع"، مبينا أن "البيض الذي يبيعه يأتي به من مفاقس شركة رانية في قلعة دزة بمحافظة السليمانية الى بغداد، إلا أن السيطرات الموجودة على طول هذا الطريق تقوم بأخذ منهم ما يعرف بـ "الخاوات" والتي تصل بمجملها إلى 3 آلاف دولار، وبالتالي فان هذه المبالغ تضاف على سعر الكرتونة مما يؤدي الى ارتفاع اسعار البيض الى ارتفاع اسعار البيض في بغداد".
واضاف ان "المنتج المحلي من البيض لا يكفي كما أن بعض الحقول أغلقت لتعرضها للخسارة، نتيجة عدم وجود الدعم الحكومي للأعلاف مما اضطر البعض الى رفع اسعاره ".
تشجيع الاستثمار
يقول الخبير الاقتصادي محمد الحسني، لوكالة شفق نيوز ان "الحكومة غير قادرة على إدارة الأمن الغذائي بشكل صحيح، وبالتالي فان في كل مفردة من مفردات المواد الغذائية تواجه مشاكل فيها بين الحين والآخر"، لافتا في الوقت نفسه إلى أن "جهات متنفذة بالدولة هي من تدير أو أنها مشاركة في هذه المشاريع المنتجة للمواد الغذائية ومنها حقول الدواجن بهدف الاحتكار والحصول على ارباح كبيرة على حساب المواطن الفقير".
واضاف ان "فتح الاستيراد ودعم المنتج الوطني بالأعلاف بأسعار مناسبة وتشجيع المستثمرين المحليين والأجانب في انشاء مثل هذه المشاريع وبدون بيروقراطية سيؤدي بالتأكيد إلى وجود اسعار مناسبة بعيدة عن الاحتكار كما نشهدها حاليا".
مواطنون: افتحوا الاستيراد
ويطالب مواطنون ممن التقتهم شفق نيوز، بفتح الاستيراد لبيض المائدة، كما كان سابقا بهدف توفره وخفض أسعاره .
ويقول المواطن محمد سليم، لوكالة شفق نيوز ان "اسعار البيض أضحت حاليا أعلى من قدرة بعض العوائل من شراء طبقة البيض مما اضطرها الى شراء المفرد بالف او الفين دينار".
واضاف ان "الاستيراد عندما كان مفتوحا كان هناك وجود للتنافس، وبالتالي خلق اسعار مناسبة، اما بدون استيراد فإن الاحتكار سيكون موجودا من قبل المنتج المحلي".
من جهته يقول المواطن مازن محمد، لوكالة شفق نيوز ان "البيض يعتبر من المواد الغذائية الرئيسية في المائدة، وبالتالي فإنه لا يمكن الاستغناء عنه"، مبينا ان "ارتفاع اسعاره بهذا الشكل سيضطر البعض شراء كميات أقل منه".
وطالب الحكومة بضرورة "توفير المنتج من خلال إيجاد إجراءات معينة كفتح الاستيراد ودعم المنتجين المحليين بما يحتاجون من أعلاف وطاقة كهربائية ".
الزراعة.. حلول سريعة
وأعلنت وزارة الزراعة عن "السماح بنقل مادة بيض المائدة المنتجة في مشاريع دواجن اقليم كوردستان الى باقي محافظات العراق الأخرى وبالعكس، وذلك بعد ارتفاع سعر الطبقة من هذه المادة الغذائية إلى 7 آلاف دينار .
وقال المتحدث باسم الوزارة محمد الخزاعي، لوكالة شفق نيوز ان "اسباب ارتفاع اسعار البيض جاء نتيجة ازدياد الطلب عليه حيث ان الطلب عليها هو موسمي وهو الشتاء تحديدا وبالتالي فأنها تخضع لقوانين الطلب والعرض، كما ان عدم كفاية المنتج المحلي لتغطية السوق فضلا عن ارتفاع سعر صرف الدولار أدى إلى الزيادة في أسعار هذه المادة".
ولفت الخزاعي الى ان "اجراء الوزارة الأخير سيؤدي إلى عودة أسعار هذه المادة الى مستوياتها المعقولة والمقبولة لجميع الأطراف المواطن والمستهلك والمنتج ".
وتشهد أسعار صرف الدولار إزاء الدينار في الاسواق المحلية العراقية ارتفاعا مستمرا ليصل خلال اليومين الماضيين نحو 161 ألف دينار، رغم إجراءات الحكومة بفتح منافذ لبيع العملة الأمريكية بالسعر الرسمي وهو 146 ألف دينار.