شفق نيوز/ تترقب أسواق العملات باهتمام كبير صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يناير الماضي، اليوم الجمعة، والتي سيكون لها تأثير قوي جدا بتداولات الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى، بالإضافة إلى تأثيرها القوي المرتقب على أسواق الأسهم والمعادن والعملات الرقمية.
واستعرض تقرير لشبكة المتداول العربي الاقتصادية، نظرة على البيانات المرتقبة وكيف تؤثر على تداولات الدولار:
أولا: نظرة على سوق العمل الأمريكي خلال ديسمبر الماضي:
جاءت بيانات سوق العمل الأمريكي إيجابية خلال ديسمبر الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 223 ألف وظيفة، بينما كان من المتوقع إضافة نحو 200 ألف وظيفة فقط، وذلك بعدما كان قد أضاف الاقتصاد نحو 256 ألف وظيفة خلال نوفمبر الماضي.
وفي الوقت ذاته، استقرت البطالة قرب 3.5% في نفس الفترة، بأفضل من توقعات الأسواق والتي أشارت لارتفاع البطالة إلى 3.7%. كما أنها أفضل من القراءة السابقة والتي سجلت نحو 3.6% خلال نوفمبر الماضي. بينما سجلت الأجور نمو بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بأقل من توقعات الأسواق حينذاك بأن تنمو الأجور بنسبة 0.4%. وهذه البيانات كان لها تأثير قوي وواضح للدولار أمام العملات الأخرى.
ثانيا: الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة:
خلال الفترة السابقة، صدرت بيانات اقتصادية عديدة والتي قد تعطي مؤشرا حول أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال يناير الماضي، حيث كانت البيانات جيدة بشكل واضح؛ وبالتالي قد يكون لذلك تأثير على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقب صدورها، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:
مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر إيجابية كبيرة خلال ديسمبر الماضي، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربعة أسابيع الماضية عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية قرب مستوى 200 ألف طلب، وهو ما يوضح انخفاض طلبات الإعانة خلال يناير الماضي مقارنة بشهر ديسمبر الماضي، بما قد يعطي انطباعا إيجابيا على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقب صدورها.
وعلى الجانب الاَخر، أوضحت بيانات مكتب إحصاء العمالة في الولايات المتحدة إيجابية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال شهر يناير الماضي، حيث أظهرت البيانات بأن وظائف الاقتصاد الأمريكي بالقطاع غير الزراعي ارتفعت بحوالي 106 ألف وظيفة خلال تلك الفترة، بأقل من توقعات الأسواق بإضافة 176 ألف وظيفة. كما أنها أقل من القراءة السابقة التي سجلت نحو 253 ألف وظيفة فقط خلال ديسمبر.
ثالثا: توقعات الأسواق بشأن بيانات سوق العمل الأمريكي:
تشير توقعات الأسواق إلى أن تسريع وتيرة رفع الفائدة قد يكون له تأثير سلبي على بيانات سوق العمل الأمريكي، فوفقا للتوقعات، فمن المحتمل أن يضيف الاقتصاد الأمريكي حوالي 193 ألف وظيفة فقط. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% خلال نفس الفترة، بالإضافة لاستقرار البطالة عند مستوى 3.6% بنهاية يناير الماضي.
رابعا: سيناريوهات سوق العمل الأمريكي المحتملة وتأثيرها المحتمل على الدولار:
يستقر مؤشر الدولار الأمريكي بشكل واضح قرب مستوى 102 نقطة تقريبا مستفيدا من صدور بعض البيانات الاقتصادية الإيجابية وعلى رأسها بيانات إعانات البطالة، والتفاؤل حيال التوصل لأزمة سقف الدين الأمريكي، وبالتالي فإن الدولار الأمريكي ينتظر صدور بيانات سوق العمل الأمريكي حتى تقدم له مزيدا من الدعم خلال الأيام المقبلة.
والسيناريو الأول يتمثل في إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن تأتي بأفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد وظائف كثيرة، وتنخفض البطالة دون مستوى 3.5%، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يرفع مؤشر الدولار نحو مستوى 103 نقطة وربما قد يتجه نحو مستوى 104 أو 105 نقطة، لأن هذا السيناريو سيمنح الفيدرالي الأمريكي مرونة أكبر فيما يتعلق باستمرار رفع الفائدة خلال اجتماع مارس المقبل.
بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من المتوقع وأن ترتفع البطالة، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار قرب مستوى 101 نقطة مجددا وربما قد يهبط نحو مستوى 100 نقطة أو أقل، لأن هذا السيناريو سيجعل الفيدرالي يتخوف من تداعيات رفع الفائدة، وربما قد يتوقف عن رفع الفائدة، خلال اجتماعه المقبل وبخاصة مع ضعف معدل التضخم الأمريكي مؤخرا.