شفق نيوز/ شهد عام 2024 تسجيل عدد كبير من الأصول المالية مستويات قياسية جديدة لم تشهدها من قبل، خاصة مع التحولات على صعيد السياسة النقدية العالمية وتطورات الوضع السياسي والجيوسياسي عبر مناطق مختلفة من العالم.
خلال العام الجاري، سجل الذهب، عملة البيتكوين، سوق الأسهم الأمريكية، المؤشرات الأوروبية، كذلك أسهم شركات التكنولوجيا خاصة عملاق صناعة الرقائق الإلكترونية، وأشباه الموصلات، إنفيديا مستويات قياسية لم تشهدها من قبل.
وفرت تلك الارتفاعات فرص استثمارية متميزة لكافة المستثمرين وصغار المضاربين والذين استفادوا من إمكانية تداول تلك الأصول عبر افضل شركات التداول المرخصة في العراق 2024
المخاوف الجيوسياسية والتطورات السياسية
على الرغم من اختلاف العوامل التي دفعت تلك الأصول لتسجيل تلك المستويات القياسية، هناك عامل أو اثنان من المشتركين في دفع تلك الأصول لتسجيل تلك الارتفاعات. على سبيل المثال، تسببت التطورات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، ومخاوف توسع الحرب بين إسرائيل وإيران في دعم صعود الذهب. بينما على الجانب الآخر، كانت طفرات الذكاء الاصطناعي من أهم العوامل التي دعمت أسهم عملاق التكنولوجيا شركة إنفيديا، التي عززت بدورها سوق الأسهم الأمريكية.في نفس الوقت، تسبب حالة عدم اليقين التي سبقت الانتخابات الأمريكية، خاصة مع توسع المخاوف من حالات شغب في حالة خسارة ترامب للانتخابات، مثل ما حدث خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي حدثت عام 2000، في دعم الطلب على الذهب.
تحول السياسة النقدية للبنوك المركزية
تبرز في نفس الوقت عوامل ثابتة في دعم كافة تلك الأصول، وكان أهمها تطورات السياسة النقدية وتحول البنوك المركزية العالمية من التشديد المالي القائم على رفع أسعار الفائدة منذ بداية 2022 وحتى منتصف العام الجاري. حيث بدأ البنك المركزي في أستراليا، وكندا، والبنك المركزي الأوروبي، بنك إنجلترا، والبنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض الفائدة مع تراجع معدلات التضخم عالميًا.في هذا الشأن، خفض البنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة خلال شهر نوفمبر الجاري للمرة الثانية خلال العام الجاري بمقدار 25 نقطة أساس بعد أن خفض الفائدة للمرة الأولى خلال سبتمبر الماضي بمقدار 50 نقطة أساس وسط توقعات بخفض ثالث خلال شهر ديسمبر القادم بمقدار 25 نقطة أساس أخرى ليصل إجمالي خفض الفائدة المتوقع خلال 2024 بنحو 1 في المئة.كان بنك إنجلترا قد خفض الفائدة مرتين خلال العام الجاري بواقع 25 نقطة أساس في كل مرة، بينما سبق البنك المركزي الأوروبي كافة البنوك بعد إقرار ثلاث تخفيضات في سعر الفائدة وسط توقعات بخفض إضافي خلال آخر شهور العام.يدعم خفض الفائدة الأصول المالية من خلال تخارج المدخرات من البنوك مع تراجع الفائدة التي تدرها، حيث يتم ضخها في أصول أخرى مثل سوق الأسهم بهدف استهداف عائد أكبر، أو الذهب الذي كونه مخزنًا للقيمة ولا يجلب فائدة، إلا أنه أصل آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين وبغرض التحوط.
هل انتهى ماراثون بداية العام؟
تسود في الوقت الحالي بعض التساؤلات حول ما إذا انتهى ما يمكن تسميته بماراثون صعود الأسواق، خاصة للفئة التي فاتتها بداية الصعود الكبير. حيث تسارع صعود الذهب منذ أغسطس من العام الماضي، في حين سجلت المؤشرات الأمريكية تسارعًا مع بداية العام الجاري فيما عرف في الأسواق المالية بـ "ماراثون بداية العام" (Santa Rally).في هذا الإطار، يمكن الإجابة بأن الأسواق، على الرغم من إمكانية تسجيل بعض التصحيحات الهابطة، إلا أن عوامل مواصلة الصعود تبدو قائمة بالفعل، خاصة مع حسم دونالد ترامب لمنصب الرئاسة، وسط توقعات بإقرار سياسات مالية قد تحافظ على زخم صعود سوق المؤشرات.في نفس الوقت، لم تنتهِ البنوك المركزية من سياسة التحفيز، التي تدعم صعود أغلب الأصول المالية، خاصة سوق الأسهم وبعض الأصول التي تعزز من قيمة روح المخاطرة.
إنفيديا تحتل صدارة الشركات العالمية من حيث القيمة السوقية
تبدو فرص الصعود واعدة في سوق الأسهم، خاصة مع تسجيل بعض الشركات مستويات قياسية يبدو أنها لن تتوقف على المدى المتوسط. على سبيل المثال، شهدت أسهم إنفيديا نموًا استثنائيًا هذا العام، وهو النمو الذي من المتوقع أن يحافظ على زخم التسارع وسط التقديرات على قدرة الشركة على الحفاظ على وتيرة نمو متسارعة في وحدات معالجة الرسومات.تضاعف قيمتها السوقية ثلاث مرات لتتفوق لفترة وجيزة على آبل كأغلى شركة في العالم، حيث بلغت قيمتها السوقية حوالي 3.53 تريليون دولار، متقدمة بذلك على عملاق التكنولوجيا آبل. ارتفع صافي دخلها من حوالي 2.3 مليار دولار في النصف الأول من عام 2022 إلى حوالي 31.5 مليار دولار لنفس الفترة في عام 2024.احتلت شركة مايكروسوفت المركز الثالث بقيمة سوقية تقدر بنحو 3.19 تريليون دولار، تليها شركة ألفابت بقيمة سوقية بلغت حوالي 2.04 تريليون دولار. بينما تأثر سهم آبل بضغوط هابطة بعد إعلان شركة بيركشاير هاثاواي بقيادة وارن بافيت عن بيع كبير لجزء من حصتها في الشركة.