شفق نيوز/ رغم الجهود الدبلوماسية الحالية لإعادة احياء الاتفاق النووي بين ايران وامريكا، إلا أن الخلافات بين الطرفين ما زالت متعثرة بعض الشي حيث حذر المستشار الألماني السبت الماضي من أن الفرصة سانحة الآن، أو أن جهود إنقاذ الاتفاق لن تنجح أبداً.
المفاوضات التي عقدت في فيينا لإعادة إحياء اتفاق 2015، الذي يقضي برفع العقوبات مقابل قيود على الأنشطة النووية الإيرانية، دخلت شهرها العاشر حيث اقترح دبلوماسيون أن تنتهي المحادثات بنهاية شباط.
ويراقب المتداولون ومنتجي النفط هذه المحادثات عن قرب، إذ يمكن أن يؤدي الاتفاق إلى عودة إمدادات ملايين البراميل من النفط الايراني إلى السوق العالمي، التي كانت ثاني اكبر منتج ومصدر للنفط في اوبك قبل العقوبات.
ضم ايران
وقام تحالف "أوبك+" ومنذ نيسان عام 2021 بتقييد انتاجه لضبط اسعار النفط بعد ان شهدت هذه الاسعار تراجعا كبيرا خلال عام 2020 بعد انتشار كورونا، وتفكر اوبك+ ضم إيران إلى هذا الاتفاق للحد من إمدادات النفط، في حال تم التوصل إلى تسوية لإحياء اتفاقها النووي مع القوى العالمية، وذلك في محاولة لتجنب تنافس على حصص السوق قد يضر بالأسعار.
وتقول "وكالة الطاقة الدولية"، إنَّ نجاح المحادثات قد يؤدي إلى رفع العقوبات الأمريكية عن صادرات إيران، مما يعيد 1.3 مليون برميل يومياً من النفط الإيراني إلى السوق، يمكن أن يخفف ذلك من شح الإمدادات العالمية، ويخفف قدراً من التوتر الذي دفع بأسعار النفط إلى ما يقل قليلاً عن 100 دولار للبرميل.
علماً ان إيران مستثناة من الاتفاق الحالي بين منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها، فيما يعرف باسم تحالف "أوبك+" للحد من إمدادات النفط، وذلك لتأثير العقوبات على صادراتها.
ويرى بعض المحللين أن ايران لن توافق على تقييد انتاجها النفطي مرة اخرى بعد العقوبات التي فرضت عليها من قبل الغرب مما سيودي الى ارباك وفشل الخطة التي وضعتها منظمة اوبك+ وسيؤدي بالتالي الى اغراق السوق بالنفط الايراني وسيكون هناك عرض كبير وتراجع لاسعار النفط.
اتفاقات ايران
وتتهيأ ايران من اجل العودة لتصدير نفطها من جديد باعادة احياء اتفاقاتها مع الدول التي كانت المستورد الرئيسي لنفطها كالصين وكوريا الجنوبية.
وعلى الرغم من العقوبات المفروضة على النفط الايراني، إلا أن الصين وللمرة الاولى منذ نهاية عام 2020 أعلنت عن حجم استيرادها من النفط الإيراني، حيث قالت إنه وصل إلى 1.9 مليون برميل خلال كانون الاول الماضي.
وبصورة غير رسمية، تجاوزت واردات الصين من النفط الإيراني 500 ألف برميل يومياً في المتوسط بين أغسطس/آب وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، إذ اعتبر المشترون أن ميزة الحصول على الخام بأسعار زهيدة يفوق مخاطر انتهاك العقوبات الأميركية.
ويقول متعاملون إن الخام الإيراني يُصدر للصين على أنه نفط من عُمان والإمارات وماليزيا لتفادي العقوبات، مما يقلص الإمدادات من البرازيل وغرب أفريقيا.
كما التقى مسؤولون من مؤسسة النفط الإيرانية الوطنية اثنين على الأقل من مسؤولي مصافي كوريا الجنوبية لمناقشة عودة محتملة للإمدادات من الدولة المنتجة للنفط بمنطقة الخليج العربي، حيث اعتادت كوريا الجنوبية أن تشتري بشكل أساسي النفط الإيراني، الخفيف جداً.
المطالبة بضمانات
وطالبت ايران خلال مفاوضاتها بضمانات قانونية وسياسية واقتصادية بأن لا تعطل الولايات المتحدة الاتفاق مرة أخرى، كما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب في عام 2018 .
وأشارت أطراف الاتفاق، الذي تخلت عنه الولايات المتحدة منذ ما يقرب من أربع سنوات، إلى تفاؤل متزايد بإمكانية التوصل إلى توافق، وهو أمر مرهون بأسواق النفط، ومع ذلك، فمن الواضح أن الخلافات الرئيسية ما تزال قائمة بشأن متطلبات تقييد التقدم النووي الإيراني، والذي أتاح لها تخصيب اليورانيوم ليكون أقرب إلى السلاح النووي.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز في "مؤتمر ميونيخ للأمن"، الذي حضرته مجموعة رفيعة المستوى من قادة العالم والدبلوماسيين: "حانت لحظة الحقيقة، إذا لم ننجح في هذا قريباً جداً، فالمفاوضات معرضة للفشل".