شفق نيوز- ترجمة خاصة

أصبح المسرح الشعبي في محافظة إيلام الفيلية ظاهرة ثقافية حية تعكس تلاقح الفن مع المجتمع، إذ ينبض في شوارع المدينة من خلال عروض بسيطة وحميمة، مستندة إلى الثقافة المحلية وجهود الفنانين الشباب في المنطقة.

وذكر تقرير لوكالة "مهر" الإيرانية، ترجمته وكالة شفق نيوز، أن المسرح الشعبي يعرف بكونه فناً مباشراً وحيوياً، حيث تتحول الشوارع والساحات العامة إلى مسارح مفتوحة، يتابعها المواطنون أثناء حياتهم اليومية، في تجربة فنية تدمج الإبداع مع التفاعل المباشر مع الجمهور، دون الحاجة إلى ديكورات أو تجهيزات معقدة.

ويرى خبراء أن المسرح الشعبي ليس مجرد عرض فني، بل وسيلة للحوار مع الناس، والتعبير عن قضاياهم اليومية، وتعزيز الوعي الاجتماعي والتضامن؛ ومن خلال السرد البسيط والصادق، يمنح هذا الفن الحياة اليومية معنى، ويوقف الجمهور لحظات للتأمل والتفكير.

دعم الشباب والفنانين المحليين

وتؤكد التجربة الإيلامية على أن المدينة تزخر بمجموعة من الفنانين الشباب والمبدعين الذين يعتمدون على لغتهم الأم وعاداتهم وتجاربهم الحياتية لإنتاج عروض مسرحية صادقة وراسخة؛ ومن خلال وجودهم في الشوارع والميادين، لا يقتصر دورهم على تقديم الفن للمجتمع، بل يصبحون جزءا من الحياة اليومية للسكان.

ويشير مخرج العرض الشعبي "أربعون قطعة"، مالك آبسالان، إلى أن المسرح الشعبي يمتلك قدرة كبيرة على التأثير الاجتماعي، ويمكن أن يصبح أداة مهمة للتوعية والحوار مع الجمهور، وعكس قضايا المجتمع اليومية، مشددا على ضرورة دعم هذه الحركة الفنية بخطط مستمرة وبنية تحتية مناسبة.

استمرارية الأجيال

ويؤكد الممثل الإيلامي عزت آقائي أن المسرح الشعبي في المحافظة له تاريخ طويل، وأن ظهور جيل جديد من الفنانين المبدعين يعكس حيوية واستمرارية الحركة المسرحية، مشدداً على أن الثقافة الحية هي مؤشر على ديناميكية المجتمع، وأن دعم هذا الفن يعني دعم الهوية والتفاعل الاجتماعي.

الدورة الثامنة لمهرجان المسرح الشعبي

في خطوة مهمة لتعزيز المسرح الشعبي، ستستضيف مدينة دهلران الدورة الثامنة للمهرجان الوطني للمسرح الشعبي بحسب معاون الشؤون الفنية والسينمائية في مديرية الثقافة بإيلام، حسن أسدي نيا.

وأشار أسدي نيا إلى أن هذا المهرجان يعكس قوة الفن الشعبي في المحافظة، ويتيح فرصة للتعريف بالإمكانات الفنية المحلية، وتعزيز الثقافة والفن في المناطق الحدودية، مؤكداً أن الفنانين المحليين في دهلران لهم دور بارز في نجاح هذه الحركة الفنية.

المسرح الشعبي بين الثقافة والهوية

يعد المسرح الشعبي في إيلام أكثر من نشاط فني؛ فهو يمثل الهوية الثقافية للمنطقة، ويعكس قوة تعبير الفنانين المحليين، ويشكل أداة للتواصل الاجتماعي ونشر قيم التضحية والمقاومة من خلال الفن؛ ويؤكد المتخصصون على ضرورة استمرارية الدعم والمبادرات لتطوير هذه الحركة الثقافية الحيوية، بما يضمن استمرارها وتأثيرها في المجتمع المحلي.