شفق نيوز- بغداد/ ايلام

ترجمة خاصة

تواجه غابات البلوط في محافظة إيلام الفيلية، الواقعة ضمن نطاق سلسلة زاغروس الجبلية، تهديدات متصاعدة بفعل الحرائق الموسمية، وانتشار الآفات، وتفاقم الجفاف، ما يضع واحدة من أهم المحميات البيئية في غرب إيران على شفا الانهيار.

وبحسب تقرير لوكالة "فارس" ترجمته وكالة شفق نيوز، تغطي غابات البلوط في إيلام أكثر من 640 ألف هكتار، وتشكل جزءاً كبيراً من الرصيد الطبيعي للبلاد، إلا أنها تشهد تراجعاً غير مسبوق نتيجة العوامل البيئية والمناخية، في ظل ضعف الاستجابة الحكومية.

وأصبحت حرائق الغابات في إيلام، لاسيما في مناطق مانشت وتشنغوله وكبيركوه، ظاهرة موسمية تتكرر مع حلول الصيف، حيث تلتهم النيران سنوياً آلاف الهكتارات.

وأرجع بيرزاديان، مسؤول مكافحة الحرائق في إدارة الموارد الطبيعية بإيلام، السبب إلى انخفاض رطوبة التربة وتحوّل الأشجار إلى "حطب جاهز للاشتعال"، مشيراً إلى نقص حاد في التجهيزات، والكوادر، والمروحيات، والبنية التحتية لمكافحة النيران.

في موازاة ذلك، تغزو الأمراض الفطرية والبكتيرية جذوع الأشجار، مثل فطر Biscogniauxia وNeoscytalidium dimidiatum، إضافة إلى بكتيريا Bacillus pumilus التي تُسبب اصفرار الأوراق وذبولها. ووفقاً لمژگان كوثري، الباحثة في مشروع مراقبة تدهور البلوط، فإن "أكثر من نصف هذه الغابات مهددة بالفقدان خلال عقد إذا لم تُتخذ خطوات طارئة".

وحذّرت كوثري من غياب منظومة الرصد البيولوجي وضعف التمويل البحثي، قائلة إن "معظم الإصابات تُكتشف بعد فوات الأوان، حين تصبح الأشجار ميّتة فعلياً".

ويعرض التقرير جملة من الحلول التي يقترحها الناشطون البيئيون وخبراء الموارد الطبيعية؛ إذ دعت الناشطة منيرة نوريان إلى إطلاق حملات توعية شعبية ومنع قطع الأشجار لتصنيع الفحم، بينما اقترح الباحث فريدون سليماني إدخال الزراعة البيئية والسياحة المستدامة، والاستفادة من الأقمار الصناعية للرصد المبكر.

وختم التقرير بالتأكيد على أن غابات البلوط في إيلام، والتي تعدّ رئتي زاغروس ومصدراً حيوياً للتنوع البيولوجي في المنطقة، تواجه لحظة حاسمة. ورغم التحديات الجسيمة، يرى الخبراء أن اتباع إستراتيجية شاملة وتفعيل الحماية القانونية، مع إشراك المجتمعات المحلية، كفيل بإبقاء الأمل قائماً في إنقاذ هذا الإرث البيئي.