شفق نيوز/ شهدت انتخابات مجالس المحافظات في ديالى مفارقة غير مسبوقة حيث فاز مرشح من القومية العربية بأصوات المكون الكوردي في قضاء خانقين ذي الأغلبية الكوردية.
وبحسب النتائج الأولية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، حصل الاتحاد الوطني الكوردستاني في خانقين على 23 ألفاً و715 صوتاً، فيما حصل الحزب الديمقراطي الكوردستاني في ديالى على 6804 أصوات، باستثناء نتائج التصويت الخاص التي لم تعلن حتى الآن.
وفاز مرشح الاتحاد الوطني الكوردستاني في خانقين، أوس إبراهيم مهدي المهداوي، وهو من القومية العربية، وشغل سابقاً منصب مدير بلدية خانقين، بمقعد الكورد في مجلس محافظة ديالى بعدما حصل على 3442 صوتاً.
وعزا عضو مركز خانقين للاتحاد الوطني الكوردستاني، إبراهيم حسن، في حديثه لوكالة شفق نيوز، سبب فوز مرشح عربي بأصوات الكورد وجود عدة قوائم انتخابية كوردية، ما أدى إلى تشتت أصوات الناخبين بين العشرات من المرشحين.
وأعرب عن استغرابه للنتائج المعلنة في خانقين رغم المشاركة التي تعد جيدة مقارنة بالوحدات الإدارية الأخرى في المحافظة، وسط توقعات بحصد مقعدين للكورد على أقل تقدير.
بدوره برر عضو اللجنة الانتخابية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في خانقين، سوران فهمي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أسباب فوز مرشح عربي بمقعد الكورد في مجلس المحافظة، بعدة عوامل مؤثرة أبرزها غياب مقرات الحزب الديمقراطي والسيطرة عليها من قبل الفصائل المسلحة بعد أحداث تشرين الأول/ أكتوبر 2017 وعدم تمكن الحزب من الترويج لمرشحيه بحرية.
وتابع "كما أن شراء الذمم والأصوات واستغلال نفوذ القوى السياسية المتنفذة في المفاصل الأمنية والحكومية في خانقين، ووعود التعيينات والإغراءات المادية لعبت دوراً في التأثير على الناخبين"، كاشفاً عن "قيام أحد المرشحين بإنفاق أكثر من 700 مليون دينار خلال حملته الانتخابية في خانقين وهي سابقة لم يشهدها قضاء خانقين وتوابعه سابقاً".
ونبه فهمي إلى أسباب أخرى منها "الهاجس الأمني ومخاوف السكان والتحفظ على أداء القوى الكوردية ما سبب عزوفاً وضعفاً واضحاً في المشاركة الانتخابية".
وأوجز المعالجات بضرورة وأهمية تكاتف وتوحد الأحزاب الكوردية، معتبراً أوضاع وأداء الأحزاب الكوردية في ديالى يحتاج إلى "فرمتة" وإعادة نظر شاملة بالبرامج والحملات الانتخابية مستقبلاً.
فيما عزا البرلماني السابق، وعضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني في المركز الخامس ببغداد، آزاد حميد شفي، أسباب النتائج السلبية للكورد في انتخابات ديالى إلى عدم تنفيذ المادة 140 وكذلك عدم التزام تحالف إدارة الدولة بتعهداته إزاء الكورد وإعادة مقرات الحزب الديمقراطي في المناطق المتنازع عليها ومنها ديالى.
ورأى شفي أن "تشتت الكورد" بقوائم متعددة تسبب بفقدانهم لمقعد آخر أو مقعدين ربما لو خاضوا الانتخابات بقائمة موحدة.
بدوره أعلن مسؤول مركز الحزب الاشتراكي الديمقراطي الكوردستاني في خانقين، حسين جليل، استقالته من منصبه الحزبي احتجاجاً على قلة أصوات المقترعين الكورد في انتخابات مجالس المحافظات بديالى.
وقال جليل في بيان ورد لوكالة شفق نيوز "نظراً لانخفاض عدد أصواتنا خلال انتخابات مجالس المحافظات في ديالى، حيث كانت أصواتنا أقل مما كانت عليه في انتخابات مجلس النواب العراقي، لذلك قررت تقديم استقالتي من مسؤولية منصب مسؤول مركز قضاء خانقين للحزب".
وبحسب المعطيات الانتخابية فإن المقعد الكوردي مهدد بعد إعلان نتائج التصويت الخاص ومحدوديتها للمكون الكوردي مقارنة بالقوائم الانتخابية الأخرى.
وشغل الكورد في الدورة الانتخابية السابقة لمجلس محافظة ديالى ثلاثة مقاعد وفي الدورة قبل الماضية شغل ستة مقاعد.