شفق نيوز/ "بتول منصوري جو" الملقبة هناس الفيلية، امرأة كوردية ملكشاهية ولدت في العاصمة العراقية بغداد.
وهي تعيش الان في العاصمة الايرانية طهران، تعمل في عدد من المعارض الفنية، وتبيع ما ابدعته اناملها في شركة "هونرين" الفنية الخاصة بالفنانات.
نقضي مع هذه الفنانة بعض الوقت لنرى ماذا تقول.
- مرحبا بك يا "هناسه"
: حييتم، واهلا بكم، سعيدة ان اكون في خدمتكم.
- حدثينا قليلا عن نفسك؟
: انا من اسرة من عشيرة الملكشاهي كانت قاطنة في بغداد وفي العقد السابع من القرن الماضي، تم طردها مع الحملة الثانية لتهجير الكورد الفيليين من العراق، ولكني شخصيا ولدت في طهران.
اسرتي عانت من النزوح وتحملت الكثير المشكلات والتحديات وتوجهت الى طهران لسنوات عديدة ، حينها ولدت انا في طهران، في عام 1977 م، وبعدها انتقلنا جميعا الى ايلام.
-متى دخلت الى عالم الفن؟
: قبل قرابة 25 عاما، عملت منضدة في جريدة "صبح ايلام" الاسبوعية، وتفتحت عيوني على عالم الفن.
ومن عالم التنضيد ولجت ر ويدا رويدا الى عالم الرسم لتجميل صفحات الجريدة التي كانت تتم يدويا وكان عملا متعبا، ومن بعدها عملت في مجلة شهرية تدعى "ايلامشار" وبعدها في "رويش"، وهكذا جذبني عالم العمل الفني والرسم.
-هل دخلت المعاهد الفنية في ايلام؟
: كلا، حينها لم يكن في ايلام مجال للعمل الفني بالنسبة للمرأة، فكنت امارسه في البيت فقط، وبعد تلك الفترة عدنا الى طهران ثانية.
-وماذا فعلت في طهران؟
: هنا في طهران، دخلت في البداية في دورة للخط وعملت في خط "السفير"، ومن ثم دخلت في دورة للخط الكوفي، وبعدها رأيت ان الخط لن يشبع رغبتي الفنية. بعدها نظرا لكون التقارب بين الخط الكوفي والتذهيب، احببت التذهيب ووجدت نفسي انساق نحوه، ومع ابنتي "دلنيا" وابني "زيار" اللذين كانا يمارسان الرسم، تسارعت خطواتي للدخول الى عالم الفن.
-ماذا يعني التذهيب؟
: التذهيب يعني رسم الزخارف التقليدية في اطر اعمال الخط واطر صفحات القرآن واشياء مشابهة.
-هذا يعني انك دخلت في عالم تذهيب القرآن؟
: كلا، لقد قلت هذا لتوضيح وتعريف هذا العمل. نحن مجموعة من الفنانات نمارس التذهيب التقليدي لاعمال اليدوية التي تصنع من الخشب او الطين "سوفال" والورق والنحاس.
-هل اقمتم معارض لحد الان؟
: اجل، قبل ازمة فيروس كورونا، اقمنا معرضين للخط والتذهيب في طهران.
-والان؟
: الان اصبح كل شيء مجازيا وعرضا مباشرا "اونلاين"، وانا في صفحتي في الانستغرام وفي صفحة شركة "هونرين" اعرض اعمالي للمتابعين.
-هل يجوز ان نقول انه بعد كونك كوردية و "هناس الكوردية" تظهر في اعمالك "هناس الفيلية"؟
: كل فنان، في اي عمل يمارسه، سواء رغب ام لم يرغب، او دعني اقول، سواء اكان منتبها او يعرف بذلك او لايعرف، فان لغته الام تظهر في اعماله ، وانا لا اختلف عن الاخرين في ذلك.
-اذا اردنا ان نقولها بشكل اوضح؟ ماذا؟
: اجل، بشكل واضح انه كذلك، انا استخدم (موتيف) الرمان في العمل، لاني افكر دوما بـ"آخر ثمرة رمان في العالم"، الرمانة الاخيرة التي رسمها الكاتب الاستاذ بختيار علي في روايته الجميلة، وانا كذلك ارغب ان تظهر في اعمالي التذهيبية الرمانة الاخيرة بشكل كوردي.
-تكلمت عن اعمالك فماذا عن امالك؟
: اتمنى الامان للبلاد، وان نتخلص من وباء كورونا في اسرع وقت وان نستطيع في ايلام وكرماشان وسنندج ومهاباد وبوكان وارومية هنا، وفي وان وآمد واسطنبول والسليمانية ودهوك واربيل والكوت وبغداد وبدرة وخانقين وعفرين وكوباني، ان نعيش في عالم مليء بالهدوء والطمأنينة والمحبة، وان استطيع كإمرأة كوردية ان اعرض اعمالي الفنية امام انظار ابناء جلدتي، وانظار العالم كله، وهذا جل مناي.