شفق نيوز/ اقام الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي بالتعاون مع شبكة المرأة الكوردية الفيلية في العاصمة السويدية ستوكهولم مجلسا تأبينيا بمناسبة يوم الشهيد الفيلي، حضره جمع من الكورد الفيليين وغيرهم من العراقيين من كل المكونات ومن أجزاء كوردستان الأربعة امتلأت بهم القاعة.
وحضر المجلس احمد الكمالي سفير جمهورية العراق لدى مملكة السويد، وبختيار عبد الرحمن ممثل حكومة إقليم كوردستان في السويد، إضافة الى احزاب كوردستانية وعراقية وجمعيات.
وجاء في كلمة الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي، الشهيد الفيلي، ليس فقط شهيد الكورد الفيلية وإنما هو شهيد الكورد وشهيد العراقيين جميعا، لا نريد أن نعيد إلى الأذهان العطاء السخي الذي قدمه الكورد الفيلية للمجتمع العراقي منذ تأسيس دولة العراق خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والأدبية والرياضية، بل نريد ان نشير إلى عدد من القرارات العراقية الرسمية العديدة الصادرة لرفع جزء من الحيف والغبن والظلم عن الكورد الفيلية:
1. قرار المحكمة الجنائية العراقية العليا المؤرخ في 29/11/2010 في قضية (قتل وتهجير الكرد الفيليين) الذي عدَّ ما حل بالكرد الفيلية جريمة إبادة جماعية وجرائم ضد ألإنسانية. ومصادقة محكمة التمييز على هذا القرار.
2. قرار مجلس الوزراء العراقي المرقم 426 الصادر بتاريخ 8/12/2010 برفع جميع الأثآر السلبية عن الكرد الفيلية وتشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ هذا القرار.
3. قرار مجلس النواب العراقي الذي اتخذ بالإجماع في 1/8/2011 والذي عدّ ما حل بالكرد الفيلية جريمة إبادة جماعية "بكل معنى الكلمة”. ومصادقة رئاسة الجمهورية بالمصادقة على هذا القرار.
4. قرار مجلس القضاء الأعلى المرقم 1029/مكتب/2017 المؤرخ في 7/12/2017 بتشكيل لجنة قضائية للإشراف والمتابعة على إعادة جميع الحقوق القانونية للمكون الفيلي.
يترتب على هذه القرارات:
1. تبعات سياسية: على راسها رد الاعتبار لشريحة الكورد الفيليين.
2. تبعات إنسانية: أولها الكشف عن مصير ضحايا الإبادة الجماعية من المحجوزين المغيبين وعن كيفية تصفيتهم ومكان رفاتهم،
3. تبعات إدارية: تسهيل معاملات الكورد الفيلية في استعادة جنسيتهم العراقية المسقطة عنهم اعتباطا ووثائقهم الثبوتية وغيرها،
4. تبعات مالية: تعويض الكورد الفيلية عن ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة المصادرة من قبل الدولة وتعويض ذوي شهدائهم ومنح المستحقين منهم رواتبهم التقاعدية، اي تعويضهم عن كل الأضرار التي لحقت بهم.
دولة العراق ملزمة قانونيا وسياسيا وأخلاقيا بهذه القرارات وبتنفيذها كاملة، إلا إذا كانت هذه القرارات قد صدرت كي تبقى حبرا على ورق أو من اجل ذر الرماد في العيون.
لقد انتظرنا نحن الكورد الفيلية 39 عاما بأمل الحصول على خبر يقين عن مصير شهدائنا الأبرار من المحجوزين المغيبين (الذين هم أكثر من اثنين وعشرين ألفا حسب المسؤولين العراقيين) وعن كيفية قتلهم وعن مكان رفاتهم. ونسأل الجميع بهذه المناسبة: بأي ذنب قتلوا؟
لقد تم الكشف عن عشرات المقابر الجماعية لأسرى الحرب الكويتية والحرب العراقية – الإيرانية وضحايا الانتفاضة الشعبانية والأنفال والبارزانيين والايزيديين وغيرهم ولكن لم يتم لحد الآن اكتشاف أية قبور، جماعية او فردية، لشهدائنا الأبرار المغيبين! لماذا وما هي الأسباب؟ هل هي عدم وجود المؤهلات والكفاءات أو الموارد المالية حين يتعلق الأمر بضحايا الكورد الفيلية؟ أم هل هو فعل عمد من قبل السلطات العراقية لإخفاء الحقائق عما جرى لهؤلاء الضحايا الابرياء؟ مع العلم بان الأستاذ عبد القادر الحمداني المدعي العام في قضية (قتل وتهجير الكورد الفيليين) قد أكد وجود أكثر من عشرة آلاف وثيقة ومستمسك تتعلق بهذه القضية.
ولكن لا زال لدينا بصيص امل باهت أن يكون بين صفوف عناصر أجهزة النظام السابق، من قوات مسلحة وامن ومخابرات واستخبارات وشرطة وحزبيين وغيرهم، أناس ذوو ضمائر ووجدان يستطيعون أن يكشفوا ما لديهم من معلومات عن مصير محجوزينا المغيبين وكيفية قتلهم ومكان رفاتهم. مع ان ثقافة الكراهية ورفض الاخر وعدم قبوله التي نشرها النظام السابق خاصة ضد الكورد الفيلية لا زالت مع الاسف تعشش في اذهان البعض لحد الان من الذين يدعون بان الكورد الفيلية ليسوا عراقيين ولا يحملون الجنسية العراقية مع ان الفقرة (1) من القرار رقم 666 المؤرخ في 7-5-1980 الصادر عن مجلس قيادة الثورة بتوقيع رئيس النظام السابق تنص على "تُسقط الجنسية العراقية عن كل عراقي" ... الخ. هل هناك إقرار أكثر صراحة ووضوحا من هذا بان كل من شملهم القرار هم عراقيون ويحملون الجنسية العراقية ولكن النظام قرر اسقاطها عنهم وإبعادهم عن العراق حسب الفقرة (2) من القرار نفسه.
لذا نستصرخ ضمير كل شخص ذو حِّس انساني في السلطة الحالية والسابقة أو خارج السلطة، داخل العراق أو خارجه، ان ينشر او يقدم ما لديه من معلومات حول محجوزينا المغيبين، مؤكدين للجميع بان الكرد الفيلية ليسوا من طلاب الانتقام ولا يريدون الثأر او الفصل العشائري. هدفنا هو الحصول على معلومات مؤكدة عما حلَّ بالمحجوزين المغيبين ومكان رفاتهم لكي يتم دفنهم حسب الشعائر بكل ما يستحقونه من احترام وتقدير، وإقامة مجالس العزاء لهم ليرقدوا في مثواهم الأخير بسلام ولتخف معاناة أهلهم الأحياء ولو قليلا ولترتاح أرواح الموتى من ذويهم الذين كانت أمنيتهم الوحيدة هي ان يروا فلذات أكبادهم قبل ان يغادروا هذه الحياة الدنيا. فهل هناك رجال شرفاء ذوو ضمائر حية وشجاعة يستجيبون لهذه الصرخة النابعة من الصميم؟
وجاء ايضا في كلمة شبكة المرأة الكوردية الفيلية، من جديد ومعا نلتقي اليوم، لنجدد العهد الذي علينا، لنجدد ذكراهم.. لنقول لشهدائنا اننا لم ولن ننساكم. وما زلنا نطالب به رفاتكم، نطالب بحقوقكم. بدمائكم نطالب بدموع اولادكم ...وآهات أمهاتكم. نرفع صوتنا .... لنقول كم من امنيات ...كم من أحلام زهقت ...خنقت كم من امهات .... ظلت اعينهن على الطريق متمنيات وصولكم.. رجوعكم إلى احضانهن، ولكن بعدت المسافات...ومرت السنين، آهات حصدنا ..... ووعود حصلنا... ارثينا أحزننا.. وجعلنا قلوبنا مراقد لكم
أيها الشهيد.... أيها المغيب لتكن أرواحكم مع العليين والأبرار ولتكن مثواكم جنات الخلد ولتبقى اسمائكم نجوم ساطعات ولكم المجد والخلود.