شفق نيوز- إيلام

في إيلام الفيلية، المنطقة الجبلية الواقعة على الحدود الغربية لإيران، لا تزال الأساطير الشعبية جزءا من الحياة اليومية، تظهر في تفاصيل البيوت والطقوس الموسمية وقطع القماش المطرّزة، وهذا الإرث غير المادي حصل مؤخرا على دفعة جديدة بعدما سجّلت المحافظة ستة عناصر أخرى ضمن القائمة الوطنية للتراث الثقافي الإيراني، ليرتفع عدد العناصر المحفوظة رسميا إلى 94 عنصرا.

الخطوة، التي نقلها موقع "همشهري أونلاين" الإيراني، وترجمته وكالة شفق نيوز، تتضمن مزيجا من الأغاني القديمة، أساطير كوردية، وتقنيات تقليدية ظلّت تنتقل شفهيا عبر الأجيال. وتشمل الأغنية الشعبية "نيتوانم پَر"، ومعرفة جمع الفطر البري ومعتقداته، وأساطير "داڵگ وهار" أم الربيع، و"شاماران" أو ملكة الثعابين، إضافة إلى مهارة ربط العمامة النسائية "السرون" ومراسم "شیلی میلی" التي تُقام في عدد من البلدات الكوردية.

بالنسبة للسكان المحليين، ليست هذه العناصر مجرد آثار من الماضي، بل جزء من نظام رمزي لا يزال حيا. يقول فرزاد شريفي، مدير عام التراث الثقافي في إيلام، إن المحافظة تعدّ من أغنى مناطق إيران في مجال التراث غير المادي، مشيرا إلى المكانة الخاصة التي تحظى بها أسطورة شاماران: الكائن الذي يجمع بين وجه امرأة ونصف سفلي على هيئة أفعى، ويعدّ رمزا للمعرفة والحياة.

في منازل عديدة، تُعلّق صور شاماران على الجدران أو في غرف الفتيات كتعويذة للحماية والحظ. وتمتد هذه الأسطورة عبر جغرافيا واسعة، تظهر فيها في لوحات ومنحوتات وأعمال تطريز في كوردستان إيران، وتركيا، وسوريا، والعراق.

إلى جانب الأساطير، يبرز عنصر آخر يعكس عمق الذاكرة الاجتماعية: عمامة "السرون" النسائية، التي ترتديها نساء قبيلة الكلهر وتعود جذورها إلى عصور الميديين والأخمينيين. لا تُعد هذه العمامة مجرد قطعة لباس، بل رمزا للهوية والانتماء في المجتمعات الريفية الممتدة بين إيوان وچوار وچرداول.

أما أسطورة "داڵگ وهار" أم الربيع، فتمزج بين الطقس والرجاء. في القرى، يضع الأهالي طبقا من الحساء على عتبة البيت طوال الليل، في انتظار زيارتها. فإذا وجدوه منقوصا في الصباح، عُد ذلك بشارة بعام من الخصب.

يقول شريفي إن الهدف من هذه الجهود هو حماية ما تبقى من التقاليد المهددة بالاندثار، مضيفا أن تسجيلها وطنيا يساعد على إبرازها وإبقائها جزءا من الذاكرة العامة. وفي محافظة يعود تاريخها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، تبدو حماية الأساطير والطقوس اليومية جزءا من معركة أوسع للحفاظ على هوية تتنقل بين الجبل والحدود والقصص التي تتوارثها العائلات منذ قرون.