شفق نيوز/ على الرغم من أن المعالم التاريخية لمحافظة إيلام الفيلية لا تزال مجهولة، إلا أنها جزء من هوية المحافظة وحضارتها، وهي اليوم تحتاج إلى الاهتمام والحماية أكثر من أي وقت مضى.
وذكر تقرير صحفي لوكالة مهر الايرانية، ترجمته وكالة شفق نيوز، إن الآثار القديمة والتاريخية لها قيمة وأهمية عالية في كل بلد، لأن الآثار القديمة تحدد عمر كل أرض وتاريخها وحضارتها وهي في الواقع هوية كل بلد.
وأضاف التقرير في الواقع، تعد المعالم التاريخية مهمة من حيث المزايا الثقافية والاجتماعية الكثيرة، مثل الرفاه الاجتماعي والثقافي لسكان المنطقة، وتعزيز الافتخار المدني للمجتمعات، وتحقيق الأهداف الاقتصادية طويلة المدى، وما إلى ذلك، والحفاظ عليها وترميمها دائما ضروري جدا.
خطر تدمير الآثار القديمة في إيلام
ونقل التقرير عن الخبير التاريخي أحمد مظاهري، قوله إن إيلام تعد من أقدم المدن في إيران والعالم، لأن عمرها أكثر من 9 آلاف سنة، وبقي الاسم المألوف لايلام القديمة يطلق على هذه المدينة منذ ذلك الوقت.
وأضاف مظاهري "لذلك، ونظرا لتاريخها العريق وموقعها الجغرافي المميز، فلطالما حظيت هذه المحافظة بالعديد من المعالم السياحية والتاريخية، كما أنها تستقبل سنويا العديد من السياح من جميع أنحاء البلاد (ايران) وحتى الدول الأجنبية".
وذكر مظاهري انه "مع مرور الوقت والعوامل الطبيعية، وخاصة الطقس البارد والأمطار والرياح المستمرة في إيلام، في العقود الأخيرة، أدى العامل البشري إلى تسريع عملية تدمير المعالم التاريخية في محافظة إيلام، منوها الى "أنه نظرا للأهمية الكبيرة التي تحظى بها الاثار القديمة، فإن حماية وترميم هذه الأماكن يجب أن تكون على جدول أعمال الأهالي والمسؤولين".
حالة الآثار التاريخية في محافظة إيلام
كما نقل التقرير عن مدير عام التراث الثقافي والسياحة بمحافظة إيلام فرزاد شريفي، قوله فيما يتعلق بحماية المعالم التاريخية والأماكن القديمة: تنقسم الآثار التاريخية في المحافظة إلى عدة فئات من المرتفعات والتلال التاريخية والقصور، والتي يتم تناولها في مناقشة حماية وترميم القلاع القديمة في محافظة إيلام مثل قلعة الوالي في مدينة إيلام وإمارة والي كهره في هليلان وقلعة أشرف العشائر في دره شهر، ويتم اتخاذ الإجراءات لترميمها؛ واستعادتها مع الحفاظ على الاستخدام الحالي".
وأضاف شريفي انه "باعتبار أن ترميم وصيانة الآثار القديمة مكلف للغاية، فقد تم تسليم بعض هذه الأماكن الأثرية مثل قلعة كنجان جم وقلعة ميرغلام هاشمي إلى القطاع الخاص، وتقع مسؤولية الحفاظ عليها وصيانتها على عاتق القطاع الخاص تحت إشراف التراث الثقافي".
منع الحفريات غير المجازة في الأماكن التاريخية
وفيما يتعلق بالتلال التاريخية والمواقع الأثرية، تابع شريفي بالقول "إن الحفريات غير المرخصة هي أحد العوامل الرئيسية التي تسبب تدمير المواقع التاريخية والمواقع الأثرية، وفي هذا الصدد، ومن أجل منع الحفريات غير المصرح بها في الأماكن التاريخية، تم اتخاذ تدابير مثل إنشاء دوريات مشتركة مع قوات الشرطة، وتشكيل وحدة حماية التراث الثقافي، وإعادة تعيين الحدود في بعض أجزاء المحافظة، بما في ذلك مدينة دره شهر التاريخية. وضواحي مدينة إيوان، كما يتم تعزيز الجمعيات التراثية والمنظمات غير الحكومية والتوعية العامة".
وأضاف شريفي انه "في مناقشة حماية الآثار القديمة وتحديد الحدود وتشكيل دوريات المراقبة، نواجه العديد من المشاكل مثل نقص الائتمان، ونقص وسائل النقل، وعدم تعاون الناس وحتى بعض الأجهزة التنفيذية"، لافتا الى ان "الحل هو الأمر الذي يتطلب التعاون من الناس والمؤسسات الأخرى ذات الصلة".
ضرورة التسجيل العالمي لآثار محافظة إيلام
وعبر المدير العام للتراث الثقافي والسياحة عن اعتقاده بأن التسجيل العالمي لمحافظة إيلام يعد أحد الإجراءات الأخرى التي تتم مناقشتها ومتابعتها لحماية المعالم التاريخية والتراث القديم لهذه المحافظة"، مبينا انه "ومن الجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى حماية الأماكن التاريخية والقديمة لتلك المنطقة، حتى أثناء الحرب، فقد تم تخصيص اعتمادات عالمية لها أيضا في السجل العالمي".
وأضاف شريفي انه بالتسجيل العالمي، يكون لفقرات مثل الطرق والبنية التحتية وفنادق الطوارئ وما إلى ذلك تأثير؛ ولذلك فإن تثبيت محافظة إيلام كمنطقة تاريخية في العالم، بالإضافة إلى جهود التراث الثقافي، يتطلب الدعم اللازم من جميع الهيئات التنفيذية وكذلك البرلمانيين".
واختتم شريفي حديث بالقول انه "إذا حدث التسجيل عالميا، فإن الحفاظ على المعالم التاريخية له فوائد ثقافية واجتماعية عديدة، بل ويصبح وسيلة لتحقيق أهداف اقتصادية طويلة المدى مثل نمو وتنشيط المدينة، والمعالم السياحية، وخلق فرص عمل مختلفة وتوليد الدخل بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها إدارة التراث الثقافي والسياحة في المحافظة، يحتاج هذا القطاع إلى اهتمام خاص من الناس وكل المسؤولين".
وخلص التقرير الى القول بأن "زيادة حماية الأماكن التاريخية وخلق ثقافة الحفاظ على الآثار القديمة عبر وسائل الإعلام والإذاعة والتلفزيون وتخصيص الاعتمادات لترميم وإعادة بناء الأماكن التاريخية المعرضة للتآكل، هي من الإجراءات الأساسية التي يجب وضعها على جدول أعمال الحفاظ. التراث الثقافي في محافظة إيلام".
ترجمة: وكالة شفق نيوز